قال تعالى : { وَمَن يُوَلِهِمْ يَوْمَئِذ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِفًا لِقِتَال أَوْ مُتَحَيِزًا إِلَى فِئَة فَقَدْ بَاءَ بِغَضَب مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَلهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } ( 1 ) . أي : قد توعّد سبحانه على الفرار بالغضب والنار ، فدلّ على كونه معصية ، والجمع بين استمرار رضا الله وبين وقوع المعصية من العبد باطل ، بل يعدّ موهناً لحقّ الربوبية ومعنى العبودية ; فلا يمكن المصير إليه مطلقاً . . . بل أقول : لا يستقيم الأمر لأصحاب هذه الدعوى باستمرار الرضوان عن جميع المبايعين ، خاصّة إذا علمنا أنّ قاتل عمّار ، أبا الغادية ، هو ممّن شهد بيعة الرضوان أيضاً ( 2 ) ; وقد ورد عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث يصحّحه الحاكم والذهبي والهيثمي والألباني وغيرهم قوله : " إنّ قاتل عمّار وسالبه في النار " ( 3 ) ، فتأمّل !
1 - سورة الأنفال : الآية 16 . 2 - انظر : الفصل في الملل والنحل 4 / 125 . 3 - المستدرك على الصحيحين 3 / 437 ; وقال الحاكم : الحديث صحيح على شرط الشيخين . ووافقه الذهبي ، كما في ذيل المستدرك ، مجمع الزوائد 7 / 297 ; وقال الهيثمي : رواه الطبراني . . . ورجاله رجال الصحيح ، سير أعلام النبلاء 1 / 425 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة 5 / 19 ح 2008 ; وقال الألباني - عن رواية أحمد ، وابن سعد في الطبقات - : هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات رجال مسلم . انتهى . وانظر : مسند أحمد 4 / 198 ، الإصابة 7 / 259 ، الطبقات الكبرى 3 / 261 ، البداية والنهاية 7 / 298 .