حصول الفتح على أيديهم ، وهم كانوا من المبايعين حتماً ، بأنّ : سياق الآية الكريمة يمكن أن يكون هكذا : إنّ الله علم ما في قلوب بعضهم من عدم الوفاء بالبيعة وأنّهم سيفرّون ، ومع هذا أنزل السكينة على قلوبهم وأثابهم فتحاً قريباً ! ! فهل يمكن قبول مثل هذا البيان وعدّه تفسيراً صحيحاً للآية ؟ ! إنّ هذا في الواقع كلام لا يمكن لأحد أن ينطق به ، فضلا عن قبوله ; لأنّ السكينة تعني الطمأنينة والثبات ، وهي خلاف الخوف والفرار من المعركة ، كما أنّ إثابة الفتح تعني الفوز والنصر ، وهي خلاف الهزيمة وعدم الفتح ، فكيف يصير الجمع بين هذه المتخالفات في كلام الحقّ سبحانه لتتمّ استفادة رضاء الله تعالى عن جميع المبايعين تحت الشجرة كما يرغب بعضهم ؟ ! ! إنّ الآية الكريمة في الحقيقة لا تفيد المدّعي في دعواه ، بل هي على خلاف المدّعى تماماً ; لِما فيها من تمييز المرضي عنهم عن غير المرضي عنهم ، وهو خلاف دعوى رضاه سبحانه عنهم جميعاً . ومع ذلك ، لو تنزّلنا عن هذا أيضاً وقبلنا بأنّ الآية دلّت على شمول جميع المبايعين تحت الشجرة بالرضوان ، فلا يمكننا قبول القول باستمرار الرضوان عن الجميع ; وذلك لوقوع المعصية منهم بالفرار - في ما بعد - ونقض العهد . .