لا الغسل ( 1 ) ، ويترك زخرف القول الّذي يخالفه ويخالف بذلك قومه وأهل مذهبه ؟ ! فإن لم يفعل - ولا أظنّه سيفعل - فإنّه سيكون عندئذ ممّن يصدق عليه قوله تعالى : { لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } ( 2 ) . والخلاصة : 1 - لا خلاف بيننا في لزوم الاعتصام بالقرآن ، ولكنّ القرآن فيه محكم ومتشابه ، واختلف العلماء في تفسيره ، فكيف يُتمسّك به وحده ؟ ! 2 - لزوم الاعتصام بالعترة النبوية كما هو مفاد قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث الثقلين المشهور المتواتر : " إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ; ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً " ( 3 ) ، الّذي يفهم منه أنّ
1 - راجع : التفسير الكبير - للفخر الرازي - 3 / 370 عند تفسيره لآية الوضوء من سورة المائدة ، وانظر قوله : فثبت أنّ قراءة وأرجلَكم بنصب اللام توجب المسح أيضاً . وقوله : ثمّ قالوا : ولا يجوز دفع ذلك بالأخبار ; لأنّها بأسرها من باب الآحاد ، ونسخ القرآن بخبر الواحد لا يجوز . انتهى . 2 - سورة الصفّ : الآيتان 2 و 3 . 3 - راجع حديث الثقلين بمختلف ألفاظه في صحيح مسلم 7 / 123 كتاب الفضائل باب : فضائل عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، صحيح الترمذي 5 / 328 ، مصابيح السُنّة - للبغوي - : 206 ، المعجم الكبير 3 / 65 و 66 ، كنز العمّال 1 / 172 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 118 وصحّحه ، وأقرّه الذهبي ; كما في تلخيص المستدرك بذيل المستدرك ، خصائص أمير المؤمنين - للنسائي - : 93 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة - للألباني - 4 / 355 . . قال ابن حجر في الصواعق المحرقة : 90 - بعد بيان سرّ انتشار الحديث واشتهاره - : ثمّ اعلم إنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً .