فكلامه ( عليه السلام ) هنا هو نفس مفاد قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لن يفترقا حتّى يردا علَيَّ الحوض " ( 1 ) ، الدالّ على العصمة ، وقد ذكرناه في ما مرّ سابقاً من أدلّة حول عصمته ( عليه السلام ) ; فراجع ! وفي الختام أقول : رحِم الله امرءاً قرأ كلمات النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أهل بيته ، وكلمات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في نهج البلاغة وتدبّر فيها . وقد بقيت هناك أُمور أشار إليها الدليمي في كتيّبه هذا ، لها علاقة بفروع الدين ، لم أشأ الحديث عنها طلباً للاختصار ، وإنّما يأخذ أحكامها المكلَّف من العالِم الجامع لشرائط التقليد ويعمل حسب فتواه ، ولا دخل لآراء غير العلماء في الأحكام الفرعية ، ولا يعتدّ بفهم غير العلماء لأي نصّ من الكتاب والسُنّة - الّتي تشمل أقوال المعصومين ( عليهم السلام ) جميعاً - في استخراج الأحكام الفرعية ما لم يبلغوا درجة الاجتهاد والفتوى . والأوْلى بالمسلم أن يتثبّت من أُصول دينه أوّلا ، ويتحرّز عن ميتة الجاهلية ، ثمّ يعطف على الفروع ليناقش فيها . أسأل الله تعالى العفو والمغفرة والرحمة ، واستميح مولاي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) العذر إن كنتُ قصّرت في بيان ما يستوجب علَيَّ بيانه من موضوعات النهج المطروحة في هذا البحث . . وعذري بضيق الوقت أوّلا ; لأنّ الوقت الّذي خُصّص لإعداد هذا الردّ كان شهراً واحداً فقط ، وذلك لكثرة الانشغال بالدراسة والتحصيل ،