بأنّ كلام الإمام عليّ بن أبي طالب هو أشرف الكلام وأبلغه بعد كلام الله تعالى وكلام نبيّه ، وأغزره مادّة ، وأرفعه أُسلوباً ، وأجمعه لجلائل المعاني ( 1 ) . ويقول الدكتور زكي نجيب محمود : ونجول في أنظارنا في هذه المختارات من أقوال الإمام عليّ ، الّتي اختارها الشريف الرضي ( 2 ) ( 970 م - 1016 ) وأطلق عليها : نهج البلاغة ، لنقف ذاهلين أمام روعة العبارة وعمق المعنى . . فإذا حاولنا أن نصنّف هذه الأقوال تحت رؤوس عامّة تجمعها ، وجدناها تدور - على الأغلب - حول موضوعات رئيسية ثلاثة ، هي نفسها الموضوعات الرئيسية الّتي ترتد إليها محاولات الفلاسفة ، قديمهم وحديثهم على السواء ، ألا وهي : الله والعالم والإنسان . وإذاً فالرجل - وإن لم يتعمّدها - فيلسوف بمادّته وإن خالف الفلاسفة في أنَّ هؤلاء قد غلب عليهم أن يقيموا لفكرتهم نسقاً على صورة مبدأ
1 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 1 / 5 . 2 - محمّد بن الحسين بن موسى العلوي الحسيني الموسوي : ولد سنة 359 ه في بغداد ، كان يلقّب ب - : " ذي الحسبين " ، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده ، توفّي ببغداد سنة 406 ه - . عالم أديب شاعر ، من مؤلّفاته : ديوان شعر كبير ، طيف الخيال ، خصائص الأئمّة ، تلخيص البيان في مجازات القرآن . . . راجع : الأعلام 6 / 99 ، معجم المؤلّفين 9 / 261 ، وفيات الأعيان - لابن خلكان - 2 / 2 - 5 ، تاريخ بغداد 2 / 243 .