الخمسة الّتي عليها مدار عمل المسلمين في الفروع ، والامتثال لها هو من الدين حتماً . كما أنّ فقهاء وعلماء المسلمين قد استندوا في تنقيحهم لأحكام مجاهدة البغاة على حربه ( عليه السلام ) لمعاوية وأهل الجمل والنهروان ; قال الشافعي : أخذنا أحكام البغاة من سير عليّ ( 1 ) . الأمر الّذي يدلّ على أنّ هذه القضية هي من صميم الدين بل لها علاقة بأُصوله وفروعه ! ! قال ابن العربي في أحكام القرآن : إنّ عليّاً ( عليه السلام ) كان إماماً ; لأنّهم اجتمعوا عليه ، ولم يمكنه ترك الناس ; لأنّه كان أحقّ الناس بالبيعة ، فقبلها حوطة على الأُمّة ، وأن لا تسفك دماءها بالتهارج ، ويتخرّق الأمر ، وربّما تغيّر الدين ، وانقضّ عمود الإسلام . وطلب أهل الشام منه التمكين من قتلة عثمان فقال لهم ( عليه السلام ) : ادخلوا في البيعة واطلبوا الحقّ تصلوا إليه . . وكان عليّ ( عليه السلام ) أسدّهم رأياً وأصوب قولا ; لأنّه لو تعاطى القود لتعصّبت لهم قبائلهم ، فتكون حرباً ثالثة ، فانتظر بهم أن يستوثق الأمر وتنعقد البيعة العامّة ثمّ ينظر في مجلس الحكم ويجري القضاء ، ولا خلاف بين الأُمّة أنّه يجوز للإمام تأخير القصاص إذا أدّى ذلك إلى إثارة الفتنة وتشتيت الكلمة . وحينئذ ; فكلّ مَن خرج على عليّ ( عليه السلام ) باغ ، وقتال الباغي واجب حتّى يفيء إلى الحقّ ، وينقاد إلى الصلح .
1 - راجع : المقالات السنّية - للشيخ عبد الله الهرري الشافعي - ص 204 .