قلنا : طريقة بيانه وإستفاداته من النهج تنافي ذلك ; إذ اعتبر ما نقله " جمل مختارة " و " جواهر " و " كلمات مباركات " و " نصوص هادية " . . . إلى آخر كلماته ، وهذا لا يُفهم منه الإلزام بشيء ، وإنّما يدلّ على القناعة والاعتقاد . ولو سلّمنا بذلك ، نقول : على المُلزِم أن يأتي بما يُلزِم به تامّاً غير مقطوع ، أو مجمل ، أو مبتور القرائن ; فإنّ ذلك في الواقع من تعمّد الإيهام دون الإلزام . ولو سلّمنا ، نقول : لا يوجد في النهج كلّه ممّا يمكن أن يُلزمنا به الكاتب في عقائد الإمامية ويعدّ مخالفاً لما ورد عن أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) . . وسيلاحظ القارئ الكريم من خلال متابعته معنا أنّ إيرادات الكاتب غير واردة . وأيضاً هناك ملاحظة أُخرى ترد على الكاتب وهي : إنّ أغلب " النصوص الهادية " التي قدّمها لقارئه كانت - في الواقع - مبتورة ، ومجرّدة عن القرائن اللفظية والحالية الّتي تعطي صورة واضحة ، أو قريبة من الوضوح ، لقارئ كلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولبيان المراد منه ، وستقف على هذا الأمر في موارد عديدة من كتيبه هذا ! وستلاحظ أيضاً مدى فهمه لكلمات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتقارنه بفهم شارحي النهج : ابن أبي الحديد الشافعي ، علاّمة المعتزلة ، والشيخ محمّد عبده ، شيخ الجامع الأزهر في زمانه ، وذلك عندما نعرض أقوالهما مع قوله في بيان بعض النصوص الّتي جاء بها الكاتب من النهج .