إلى آخر كلامه ( 1 ) . أقول : ممّا يؤاخذ على الكاتب ، أنّ قراءته هذه في نهج البلاغة كانت ناقصة ، بدليل أنّك ستجد أنّ أغلب الردود الّتي أوردناها عليه هي من نهج البلاغة نفسه ، الأمر الّذي يدلّ على أنّ الكاتب لم يقرأ الكتاب قراءة كاملة . أو أنّه قرأه قراءة كاملة ولكنّه لم يدرك معانيه ! أو أنّه أدرك معانيه لكنّه أخفاها على قارئ كتيبه هذا ! ! أو أنّه قرأه وفهم معانيه لكنّه اختار منه ما يناسب مذهبه فقط ، وطرح ما يخالف رغبته أو ما فطم عليه وتعصّب له من عقائد ! ! ولو ثبت الفرض الأخير سيصدق عليه قوله تعالى : { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَبِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض } ( 2 ) ; أي : مع كون مصدر القول واحد . . . فهذه فروض أربعة لا يخلو موقف الكاتب هنا من واحدة منها ، فليختر لنفسه منها أيّها شاء . فإن قال قائل : إنّما أورد الكاتب ما نقله عن نهج البلاغة من باب الإلزام .
1 - قراءة في نهج البلاغة : 3 . 2 - سورة البقرة : الآية 85 .