لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق ( 1 ) . وروى الترمذي في سُننه ، في مناقب عليّ بن أبي طالب ، بسنده عن أنس بن مالك ، قال : كان عند النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طير ، فقال : " اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك ليأكل معي هذا الطير " فجاء عليّ فأكل معه ( 2 ) . وهو بعد ذلك كلّه نفس النبيّ المصطفى الأمين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; بنصّ آية المباهلة ( 3 ) : { أَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ } ، ولقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أو لأبعثنّ عليكم رجلا منّي أو كنفسي " ( 4 ) . أقول : إنّ دلالة هذه الأحاديث - وغيرها - على أنّه ( عليه السلام ) هو الإمام المفترض الطاعة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واضحة ; لأنّ مَن بايع غيره واتّبع سواه فقد
1 - صحيح مسلم 1 / 61 ، مسند أحمد 1 / 84 ، سُنن ابن ماجة 1 / 42 ، سُنن النسائي 8 / 117 . 2 - سُنن الترمذي 5 / 300 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 142 و 143 وصحّحه ، السُنن الكبرى - للنسائي - 5 / 107 ، خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : 51 ، المعجم الأوسط 2 / 207 بطرق متعدّدة ، وفي مواضع أُخرى مختلفة ، المعجم الكبير 1 / 253 ، 7 / 82 ، مسند أبي يعلى 7 / 105 ، يرويه بسند رجاله ثقات . مجمع الزوائد 9 / 125 ، كنز العمّال 13 / 166 ، سير أعلام النبلاء 13 / 233 ، تاريخ بغداد 3 / 390 بطرق متعدّدة ، ومواضع أُخرى مختلفة ، تاريخ دمشق 37 / 406 بطرق متعدّدة ومواضع مختلفة ، تذكرة الحفّاظ 3 / 1042 ; قال الذهبي : وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جدّاً ، قد أفردتها بمصنّف ، ومجموعها يوجب أن يكون الحديث له أصل . انتهى . 3 - سورة آل عمران : الآية 61 . 4 - المستدرك على الصحيحين 2 / 131 وصحّحه ، مسند أبي يعلى 2 / 166 ، الرياض النضرة 3 / 119 و 120 ، المعجم الأوسط 4 / 133 ، مجمع الزوائد 7 / 110 ، 9 / 163 ، خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : 89 .