أطاعني فقد أطاع الله ، ومَن عصاني فقد عصى الله ، ومَن أطاع عليّاً فقد أطاعني ، ومَن عصى عليّاً فقد عصاني " ( 1 ) . وفي لزوم متابعته وعدم مفارقته قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " يا عليّ ! مَن فارقني فقد فارق الله ، ومَن فارقك فقد فارقني " ( 2 ) . ولبيان اختصاصه به ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّه المؤهّل لتنفيذ المهام الخطيرة نيابة عنه ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " عليّ منّي ، وأنا من عليّ ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ عليّ " ( 3 ) . وعليّ ( عليه السلام ) بعد هذا هو خيرة الله من خلقه مع نبيّه المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لابنته فاطمة ( عليها السلام ) : " يا فاطمة ! أما ترضين أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض فاختار رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك " ( 4 ) . بل هو أحبّ الخلق إلى الله بعد نبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد جعل حبّه علامة الإيمان ، وبغضه علامة النفاق . . روى مسلم في صحيحه : عن عدي بن ثابت ، عن زرّ ، قال : قال عليّ : والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة أنّه لعهد النبيّ الأُميّ ( صلى الله عليه وسلم ) إليَّ أن
1 - أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3 / 131 ، والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه ، وصرّح كلّ منهما بصحّته على شرط الشيخين . 2 - أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3 / 133 ، والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه ، وصرّح كلّ منهما بصحّته على شرط الشيخين . 3 - أخرجه ابن ماجة في سُننه في باب فضائل الصحابة 1 / 45 ، وأحمد في مسنده 45 / 164 و 165 بطرق متعدّدة ، كلّها صحيحة . 4 - المستدرك على الصحيحين 3 / 140 وصحّحه ، المعجم الكبير 3 / 57 و 58 ، 4 / 171 ، كنز العمّال 11 / 605 ، تاريخ بغداد 4 / 418 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 131 ، المعجم الأوسط 6 / 327 ، ذخائر العقبى : 136 ، مجمع الزوائد 8 / 253 ; وقد صرّح الهيثمي بحُسن أحد أسانيد الطبراني .