وهذه الآية تدلّ على أنّ الأوْلى بالتصرّف والقيام بأُموركم حصراً - لدلالة لفظة " إنّما " فيها - هم : الله ورسوله وأمير المؤمنين ( 1 ) . . وهذه الآية المباركة الشريفة دالّة على المطلوب أيضاً ، وهي تضاف لما ذكرناه من نصوص نبوية مباركة ، بل تُعدّ مشكاتها في المقام . وأمّا ما ساقه ابن تيمية من شاهد : فقد دلّت القرينة فيه باجتماع الولي مع الوالي على أنّ المراد ب - : الولي فيه ، هو الولي الشرعي ، ك - : الأب والجدّ دون السلطان ، وهذا لا ينفي بأن يكون أحد المعاني الثابتة لاستعمالات الولي هو السلطان ، وإنّما تدلّ على ذلك القرائن ، كما هو المعلوم في باب الاشتراك اللفظي ، ولكن التعصّب يعمي البصيرة عن إدراك أبسط المعارف ، فهو كما يقولون : " داء لا دواء له " ( 2 ) . وعلى أية حال ، لهذا الّذي ذكرناه وغيره من النصوص الواردة بحقّه ( عليه السلام ) قال الإمام ( عليه السلام ) في نهج البلاغة ، كما جاء من كتاب له إلى أهل مصر بعثه مع مالك الأشتر لمّا ولاّه إمارتها : " فوالله ! ما كان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أنّ العرب تزعج هذا الأمر من بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن أهل بيته ، ولا أنّهم مُنحّوه عنّي من بعده ،
1 - قال الزمخشري في الكشّاف 2 / 40 : إن قلت : كيف صحّ أن يكون لعليّ ( رضي الله عنه ) واللفظ لفظ جماعة ؟ ! قلت : جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلا واحداً ; ليرغب الناس في مثل فعلهِ فينالوا مثل ثوابه . انتهى . 2 - علل الشرائع 2 / 548 .