إنّه أساءَ لنفسه بعمله من حيث ظنّ أنّه يحسن إليها ، وإنّه أعطى لخصمه حقّاً من حيث أراد أخذه منه . . فقد اعترف بأنّ هذا الحديث لا يراد منه الولاية الّتي بمعنى المحبّة أو النصرة ، وهما ضدّ العداوة لعدم اختصاص ذلك بزمان ، إذ تكون لفظة " بعدي " نافية لهما ، وهذان المعنيان هما اللذان فقط يمكن تصوّرهما من معاني " الولي " في المقام دون المعاني الأُخرى كلّها ، بالإضافة إلى معنى " الأوْلى بالتصرّف " أو " الولاية " الّتي تعني الإمارة ، وبنفيهما لم يَتَبقَّ سوى معنى : " الأوْلى بالتصرّف " المماثل لمعنى قوله تعالى في سورة المائدة : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } ( 1 ) . فهو - أي ابن تيمية - قد اتّفق معنا من حيث نفي الدلالة على إرادة المحبّة أو النصرة في الحديث ، الّتي يتشبّث بهما آخرون من دون تحصيل ، ولكنّه - وبسبب أنّ هذا الحديث الشريف وما يماثله من أحاديث في المضمون واللفظ تنسف عقيدته من أساسها - اختار طريقاً آخر في الردّ