6 - وانظر إلى قوله ( عليه السلام ) في مورد آخر : " لا يقاس بآل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من هذه الأُمّة أحد . . . ولهم خصائص حقّ الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله ونقل إلى منتقله " ( 1 ) . 7 - وانظر إلى قوله ( عليه السلام ) : " أين الّذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا ، كذباً وبغياً علينا . . . إنّ الأئمّة من قريش غُرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح ( 2 ) على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم " ( 3 ) . فهل يريد الكاتب نصّاً أصرح من هذا بأنّ الإمامة والخلافة العظمى لا تصلح على غير أهل بيت النبوّة الّذين أرادهم الإمام ( عليه السلام ) بقوله : غرسوا في هذا البطن من هاشم ؟ ! وهو نفس مفاد قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - الوارد في صحاح المسلمين وكتبهم - : " الخلفاء من بعدي اثنا عشر ، كلّهم من قريش " . قال الحافظ القندوزي الحنفي : قال بعض المحقّقين : إنّ الأحاديث الدالّة على كون الخلفاء بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ; فبشرح الزمان ، وتعريف الكون والمكان ، عُلم أنّ مراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حديثه هذا : الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته ; إذ لا يمكن أن يُحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلّتهم عن اثني عشر ( وهم أربعة ) ، ولا يمكن أن يُحمل على ملوك الأُموية لزيادتهم عن اثني عشر ( وهم ثلاثة عشر ) ولظلمهم الفاحش ، إلاّ عمر بن عبد العزيز ، ولكونهم غير بني هاشم ; لأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " كلّهم من بني هاشم " في
1 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 1 / 30 . 2 - أي : الخلافة والإمامة . 3 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 2 / 27 .