فلا معنى بعد هذا لقول الكاتب : " ووعدهم جميعاً الجنّة . . . " ! ! فالأوْلى بالكاتب ، بل بكلّ باحث ، أن يسلك في هذا الموضوع منهجاً وسطاً لا إفراط فيه ولا تفريط ، ويعطي لكلّ ذي حقّ حقّه ، ولا يخلط الحابل بالنابل ، فيأتي بأدلّة من القرآن الكريم تفيد العموم مثلا ، وهو بعد لم يراجع مخصّصاتها ، ليصل إلى القول الفصل في الموضوع ، ويطلق أحكامه قبل ذلك ، وقد اشتهر على لسان العلماء : ما من عامّ إلاّ وقد خصّ ! وقد أعجبني من كتّاب أهل السُنّة الّذين بحثوا هذا الموضوع بتجرّد وموضوعية تنمّ عن قدرة كبيرة في البحث والتنقيب : الكاتب والباحث الأُردني المحامي " أحمد حسين يعقوب " في كتابه : نظرية عدالة الصحابة ، فليرجع الدليمي إليه فإنّه سيجد الفائدة المرجوة إن شاء الله تعالى . ولا يشفع للدليمي أن يذهب إلى ما ذهب إليه من رأي مشبع بالخيال حول صلاح جميع الأصحاب أن يقول مثلا : " إنّ الطعن فيهم - أي في الصحابة - تكذيب صريح لكتاب الله " ( 1 ) . أقول : كيف يكون بيان الحقّ ، وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه ، تكذيب صريح لكتاب الله ، ولم يدلّنا على هذا البيان سوى كتاب الله عزّ وجلّ ؟ ! ألم يقرأ الدليمي قوله تعالى : { يَا أيُّهاَ الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَوةِ الدُّنْيَا مِنَ