أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الّتي تطيش كفّتها ويبان زخرفها لو وزنت بميزان القرآن ! ! وإنّما اكتفى بذكر بعض أقوال الإمام ( عليه السلام ) الواردة في نهج البلاغة ، والّتي جاء بها لتصوّره بأنّها تسند مدّعاه في ردّ بعض ما هو معلوم عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والّذي عليه شيعته وأتباعه ، وسنأتي - إن شاء الله تعالى - على ذكرها وبيانها بالتفصيل عند متابعتنا لقراءة الكاتب في نهج البلاغة . وأمّا عن دعوته بالعودة إلى كتاب الله والأخذ بكلّ ما وافقه وطرح ما سواه ، فهو المأثور عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته الأطهار ( عليهم السلام ) ، ولكن لهم في ذلك بيان وتفصيل لم يذكره الكاتب ولم يشر إليه ، وترك دعوته هذه مجملة ممّا يشكل على قارئ كتيّبه فهمه أو الاستفادة منه ! ! وعلى سبيل المثال : ماذا يقول الكاتب لو سأله سائل - مثلا - عن كيفية العودة إلى كتاب الله عزّ وجلّ وكلّ فرق المسلمين ، الّتي يشملها حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ستفترق أُمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلاّ واحدة " ( 1 ) ، تعتمد على كتاب الله ، وتتّخذه مرجعاً لها في بيان أدلّتها وحججها ، ومع هذا قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عنها : " كلّها في النار إلاّ واحدة " ! ! الأمر الّذي يدلّ على أن ليس كلّ عائد إلى كتاب الله وآخذ منه مصيب بعودته وأخذه ، فرُبّ عائد إلى كتاب الله يفسّره برأيه ويقول فيه
1 - راجع الحديث في سُنن الترمذي 4 / 134 - 135 ، سُنن أبي داود 2 / 390 ، سُنن ابن ماجة 2 / 1321 و 1322 ، سُنن الدارمي 2 / 241 ، مسند أحمد بن حنبل 2 / 32 و 4 / 102 ، المستدرك على الصحيحين 1 / 47 و 217 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة - للألباني - 3 / 480 ح 1492 . . وقد صحّحه الترمذي والحاكم في ما تقدّم من كتبهم ، وادّعى السيوطي تواتره كما في فيض القدير 2 / 27 ، وكذلك الكتاني في نظم المتناثر : 47 .