قال الدليمي في مقدّمته ، في معرض كلامه عن الدعوة إلى التئام المسلمين ولمّ الشمل : " فلنعصتم بحبل الله ، ولنعد إلى كتاب الله ، فنأخذ بكلّ ما وافقه ونطرح ما سواه ; فإنّك واجد أقوالا أُخرى منسوبة إلى عليّ ( رضي الله عنه ) إلاّ أنّك إذا وزنتها بميزان الحقّ طاشت كفّتها وبان زخرفها . . فعن أبي عبد الله ( رضي الله عنه ) ، قال : ( كلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف ) . وعنه يرفعه : ( كلّ ما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه ) . وأمّا سيّدنا عليّ فيقول عن القرآن : ( فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو حبل الله المتين ، وهو الصراط المستقيم ، مَن تركه من جبّار قصمه الله ، ومَن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله ) . وصدق سيّدنا عليّ ( رضي الله عنه ) ; فلو رجع المسلمون إلى كتاب الله وتحرّوا عن كلّ قول أو عمل فأخذوا بما وجدوا له شاهداً فيه وإلاّ ردّوه على ما جاء به لَما بقي بينهم خلاف ، ولا حصل بينهم شقاق " ( 1 ) . أقول : لم يبيّن لنا الكاتب - في ما كتبه هنا وما بعده - الأقوال المنسوبة إلى