بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المركز الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، أبي القاسم محمّد صلّى الله عليه وآله ، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين . وبعد . . يمثّل نهج البلاغة أكثر النصوص ثباتاً وديمومة وانتشاراً في فكرنا الإسلامي بعد القرآن الكريم والسُنّة النبوية الشريفة ، ولعلّ سرّ خلود هذا " النهج " هو : مضمونه الذي يعدّ " دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق " . . هذا المضمون الذي يعالج مواقف الإنسان المختلفة : كفاحه من أجل الحصول على لقمة العيش ، تعاونه مع أفراد جنسه من أجل البقاء على قيد الحياة ، صراعه مع الآخرين للتغلّب والترأس عليهم . تعرّض نهج البلاغة لمختلف طبقات المجتمع : العسكر ، القضاة ، الولاة ، الكتّاب ، الزرّاع ، التجّار ، أصحاب الصناعات والعمّال ، والعاطلين عن العمل وغيرهم . وتعرّض أيضاً لطبيعة الحكم وضرورته لكلّ مجتمع ، وشروط