قال : كان ابن عبّاس يقرأ : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ ولا محدَّث ( 1 ) . وعن القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن : قال ابن عطية : وجاء عن ابن عبّاس أنّه كان يقرأ : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ ولا محدَّث ) ، ذكره مسلمة بن القاسم بن عبد الله ، ورواه سفيان عن عمرو ابن دينار عن ابن عبّاس ; قال مسلمة : فوجدنا المحدَّثين معتصمين بالنبوة - على قراءة ابن عبّاس - لأنّهم تكلّموا بأُمور عالية من أنباء الغيب خطرات ، ونطقوا بالحكمة الباطنة ، فأصابوا في ما تكلّموا ، وعصموا في ما نطقوا كعمر بن الخطّاب في قصّة سارية ( 2 ) . انتهى ; فتأمّل ! قال الدليمي : " وفي كتاب الكافي أحاديث كثيرة في هذا المعنى أعرضت عنها خشية الإطالة ، منها : ما ينصّ على نزول جبرائيل ( عليه السلام ) على فاطمة وعليّ رضي الله عنهما وإملائه مصحفاً يسمّى : ( مصحف فاطمة ) ، كتبه عليّ من إملاء جبرائيل في مدّة خمسة وسبعين يوماً ، بلغ هذا المصحف ثلاثة أضعاف القرآن الكريم الّذي استغرق نزوله ثلاثة وعشرين عاماً ! ! أُصول الكافي 1 / 239 - 241 " ( 3 ) . أقول : إنّ " مصحف فاطمة ( عليها السلام ) " هو : كتاب فيه علم ما يكون ، وأسماء من
1 - فتح الباري 7 / 42 . 2 - الجامع لأحكام القرآن 12 / 79 . 3 - ص 26 .