مطابقتها للواقع وبقيت فضائل على الورق فقط ( 1 ) ، فإنّ البخاري قد أقرٌّ - كغيره - بأنّ أهل العلم والفضل هم أحقّ بالإمامة ، وأنّ تقديم المفضول على الفاضل قبيح لا يمكن لأحد أن يلجأ إلى القول به أو الاعتماد عليه في مسألة الإمامة . . فتبيّن من ذلك بطلان قول المعتزلة في جواز تقديم المفضول على الفاضل جملةً وتفصيلا . أهل البيت ( عليهم السلام ) أحقّ بالإمامة من غيرهم : وبما أنّ الحديث قد انجرّ إلى بيان الفاضل من المفضول ، فلا بُدّ من بيان هذه الحقيقة ، وهي : إنّ أهل البيت ( عليهم السلام ) هم الأفضل في الأُمّة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كما هو مدّعانا ; وذلك لما ورد من النصوص الدالّة على هذا الأمر ، والتي سبق أن مرّ منها في أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) . . فقد دلّت على أفضليّتهم آيات كثيرة متضافرة ، ك - : آية المباهلة ( 2 ) ، وآية التطهير ( 3 ) ، وآية المودّة ( 4 ) ، وآية الصلاة على النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، الّتي شارك أهل البيت ( عليهم السلام ) فيها النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( 5 ) ، وغيرها من الآيات الكثيرة ( 6 ) . كما دلّت على أفضليّتهم أحاديث كثيرة متضافرة ، نذكر منها هنا
1 - راجع : الغدير 5 / 285 - 306 و 7 / 87 - 96 و 10 / 73 - 132 ; لتقف على التحقيق في جملة من هذه الفضائل المنسوبة . 2 - سورة آل عمران : الآية 61 . 3 - سورة الأحزاب : الآية 33 . 4 - سورة الشورى : الآية 23 . 5 - سورة الأحزاب : الآية 56 . 6 - انظر : المراجعات وملحقها - لحسين الراضي ; لتقف على مصادر أهل السُنّة الّتي قالت بنزول الآيات السابقة بحقّ أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مع آيات أُخَرَ كثيرة .