فاعلم أنّه ( عليه السلام ) يحبّ تلك المواضع ويودّها ، وأينما رأيت مواضع معصية الله ورسوله ، فاعلم أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يبغض تلك المواضع ويتبرّأ منها ، وليس في هذا الجانب أقوال وشهادات من أحد سوى تطبيق هذه القاعدة السالفة الذكر . أمّا قضية تزويج أُمّ كلثوم ابنة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من عمر فهي ممّا لم يتسنَّ للمؤرّخين إثباتها أو التصديق بها . . قال الشيخ المفيد في المسائل السرويّة : إنّ الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين ابنته من عمر غير ثابت ، وطريقه من الزبير بن بكّار ، وهو لم يكن موثوقاً به في النقل ، وكان متّهماً في ما يذكره ، وكان يبغض أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وغير مأمون في ما يدّعيه على بني هاشم ( 1 ) . وإنّما نشر الحديث إثبات أبي محمّد الحسن بن يحيى ( 2 ) - صاحب النسب - ذلك في كتابه ، فظنّ كثير من الناس أنّه حقّ لرواية رجل علوي له ، وهو إنّما رواه الزبير بن بكّار .
1 - قال ابن الأثير : إنّ الزبير بن بكّار كان ينال من العلويّين ، فتهدّدوه ، فهرب منهم ، وقدم على عمّه مصعب بن عبد الله بن الزبير ، وشكا إليه حاله ، وخوّفه من العلويّين ، وسأله إنهاء حاله إلى المعتصم ، فلم يجد عنده ما أراد ، وأنكر عليه حاله ، ولامه . الكامل في التاريخ 6 / 526 . 2 - أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، المعروف ب - : " ابن أخي طاهر " ، النسّابة : له مصنّفات كثيرة ، توفّي في شهر ربيع الأوّل سنة 358 ه - ، ودفن في منزله بسوق العطش . قال فيه النجاشي : روى عن المجاهيل أحاديث منكرة ، رأيت أصحابنا يضعّفونه ، وقال السيّد الخوئي : لا ينبغي الريب في ضعف الرجل وإن روى عنه غير واحد من الأصحاب . رجال النجاشي : 64 ، معجم رجال الحديث 6 / 143 .