وقد ورد في الشريعة المقدّسة عن معنى الحبّ في الإسلام بأنّه يكون باتّباع الشريعة ، كما جاء في قوله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } ( 1 ) ، وقال تعالى : { لاَّ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ آبائهُمْ أَوْ أَبْنَائهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أوْلَئكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوح مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّت تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهَرُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أوْلَئكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ( 2 ) . . وفي مسند أحمد : عن أبي ذرّ ، قال : خرج إلينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : " أتدرون أي الأعمال أحبّ إلى الله عزّ وجلّ ؟ قال قائل : الصلاة والزكاة . وقال قائل : الجهاد . قال : إنّ أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ : الحبّ في الله والبغض في الله " ( 3 ) . وبلحاظ ما تقدّم نقول : إنّ أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) - حسب هذه المنزلة الّتي عرفناها عنه - لا يمكن أن يحيد عن هذه الشريعة ، ولا عن منهجها في الحبّ والمودّة . . وها هو التاريخ أمامك تصفّحه بكلّ تجرّد وموضوعية ; فأينما رأيت مواضع طاعة الله ورسوله عند الخلفاء الثلاثة الّذين سبقوه ( عليه السلام ) بالحكم ،
1 - سورة آل عمران : الآية 31 . 2 - سورة المجادلة : الآية 22 ; ومَن حادّ الله ورسوله ، أي : مَن خالف الله ورسوله . 3 - مسند أحمد بن حنبل 5 / 146 .