الأوسط ، وعمر الأصغر ، الّذي قُتل في وقعة الطفّ . كما سمّى ولدين من أولاده باسم أبي بكر وعثمان ، فتأمّل ! " ( 1 ) . أقول : إنّ الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من أشدّ الناس التزاماً بالشريعة المقدّسة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كما تشهد بذلك النصوص . . فهو نفس النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنصّ آية المباهلة ( 2 ) . وهو خير الأُمّة بعد النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بشهادة النبيّ نفسه ; قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إنّ وصيّي وموضع سرّي ، وخير مَن أترك بعدي ، ينجز عدتي ، ويقضي ديني : عليّ بن أبي طالب " ( 3 ) . وفي حديث يرويه الحاكم في مستدركه ويصحّحه : عن عبد الرحمن ابن عوف ، قال : افتتح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مكّة ثمّ انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ، ثمّ أوغل غدوة أو روحة ، ثمّ نزل ، ثمّ هجر ، ثمّ قال : " أيّها الناس ! إنّي لكم فرط ، وإنّي أُوصيكم بعترتي خيراً ، موعدكم الحوض ، والّذي نفسي بيده ! لتُقيمنّ الصلاة ولتؤتونّ الزكاة ، أو لأبعثنّ عليكم رجلا منّي - أو : كنفسي - فليضربنّ أعناق مقاتليهم وليسْبينّ ذراريهم " ، قال : فرأى الناس أنّه يعني أبا بكر أو عمر ، فأخذ بيد عليّ فقال : " هذا " ( 4 ) . انتهى . .
1 - ص 11 - 12 . 2 - آية 61 من سورة آل عمران . 3 - المعجم الكبير 6 / 221 ، كنز العمّال 11 / 610 . 4 - المستدرك على الصحيحين 2 / 131 ; قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه .