responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 93


وقرئ « آيدناه » بالمد * ( بِرُوحِ الْقُدُسِ ) * بالروح المقدسة كقولك : حاتم الجود ، ورجل صدق ، وأراد به جبريل .
وقيل : روح عيسى عليه الصلاة والسلام ، ووصفها به لطهارته عن مس الشيطان ، أو لكرامته على اللَّه سبحانه وتعالى ولذلك أضافه إلى نفسه تعالى ، أو لأنه لم تضمه الأصلاب والأرحام الطوامث ، أو الإنجيل ، أو اسم اللَّه الأعظم الذي كان يحيي به الموتى ، وقرأ ابن كثير * ( الْقُدُسِ ) * بالإسكان في جميع القرآن * ( أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ ) * بما لا تحبه . يقال هوي بالكسر هوى إذا أحب وهوى بالفتح هويا بالضم إذا سقط . ووسطت الهمزة بين الفاء وما تعلقت به توبيخا لهم على تعقيبهم ذاك بهذا وتعجيبا من شأنهم ، ويحتمل أن يكون استئنافا والفاء للعطف على مقدر ، * ( اسْتَكْبَرْتُمْ ) * عن الإيمان واتباع الرسل . * ( فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ ) * كموسى وعيسى عليهما السلام ، والفاء للسببية أو للتفصيل * ( وفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) * كزكريا ويحيى عليهما السلام ، وإنما ذكر بلفظ المضارع على حكاية الحال الماضية استحضارا لها في النفوس ، فإن الأمر فظيع . أو مراعاة للفواصل ، أو للدلالة على أنكم بعد فيه فإنكم تحومون حول قتل محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، لولا أني أعصمه منكم ، ولذلك سحرتموه وسممتم له الشاة .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 88 ] < / صفحة فارغة > وقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ ( 88 ) * ( وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ ) * مغشاة بأغطية خلقية لا يصل إليها ما جئت به ولا تفقهه ، مستعار من الأغلف الذي لم يختن وقيل أصله غلف جمع غلاف فخفف ، والمعنى أنها أوعية للعلم لا تسمع علما إلا وعته ، ولا تعي ما تقول . أو نحن مستغنون بما فيها عن غيره . * ( بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ ) * رد لما قالوه ، والمعنى أنها خلقت على الفطرة والتمكن من قبول الحق ، ولكن اللَّه خذلهم بكفرهم فأبطل استعدادهم ، أو أنها لم تأب قبول ما تقوله لخلل فيه ، بل لأن اللَّه تعالى خذلهم بكفرهم كما قال تعالى : فَأَصَمَّهُمْ وأَعْمى أَبْصارَهُمْ ) * ، أو هم كفرة ملعونون ، فمن أين لهم دعوى العلم والاستغناء عنك ؟ * ( فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ ) * فإيمانا قليلا يؤمنون ، وما مزيده للمبالغة في التقليل ، وهو إيمانهم ببعض الكتاب . وقيل : أراد بالقلة العدم .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 89 ] < / صفحة فارغة > ولَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّه مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِه فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكافِرِينَ ( 89 ) * ( وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّه ) * يعني القرآن * ( مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ) * من كتابهم ، وقرئ بالنصب على الحال من كتاب لتخصصه بالوصف ، وجواب لما ، محذوف دل عليه جواب لما الثانية . * ( وكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ) * أي يستنصرون على المشركين ويقولون : اللهم انصرنا بنبي آخر الزمان المنعوت ، في التوراة . أو يفتحون عليهم ويعرفونهم أن نبيا يبعث منهم ، وقد قرب زمانه ، والسين للمبالغة والإشعار أن الفاعل يسأل ذلك عن نفسه * ( فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا ) * من الحق . * ( كَفَرُوا بِه ) * حسدا وخوفا على الرياسة . * ( فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكافِرِينَ ) * أي عليهم ، وأتى بالمظهر للدلالة على أنهم لعنوا لكفرهم ، فتكون اللام للعهد ، ويجوز أن تكون للجنس ويدخلون فيه دخولا أوليا لأن الكلام فيهم .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 90 ] < / صفحة فارغة > بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِه أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّه بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّه مِنْ فَضْلِه عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِه فَباؤُو بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ ولِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ ( 90 ) * ( بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِه أَنْفُسَهُمْ ) * ما نكرة بمعنى شيء مميزة لفاعل بئس المستكن ، واشتروا صفته ومعناه باعوا ، أو اشتروا بحسب ظنهم ، فإنهم ظنوا أنهم خلصوا أنفسهم من العقاب بما فعلوا . * ( أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّه ) * هو المخصوص بالذم * ( بَغْياً ) * طلبا لما ليس لهم وحسدا ، وهو علة * ( أَنْ يَكْفُرُوا ) * دون * ( اشْتَرَوْا ) *

93

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست