responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 92


وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ويَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ ومَا اللَّه بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( 85 ) .
* ( ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ ) * استبعاد لما ارتكبوه بعد الميثاق والإقرار به والشهادة عليه . وأنتم مبتدأ وهؤلاء خبره على معنى أنتم بعد ذلك هؤلاء الناقصون ، كقولك أنت ذلك الرجل الذي فعل كذا ، نزل تغير الصفة منزلة تغير الذات ، وعدهم باعتبار ما أسند إليهم حضورا وباعتبار ما سيحكي عنهم غيبا . وقوله تعالى : * ( تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ ) * إما حال والعامل فيها معنى الإشارة ، أو بيان لهذه الجملة . وقيل :
هؤلاء تأكيد ، والخبر هو الجملة . وقيل بمعنى الذين والجملة صلته والمجموع هو الخبر ، وقرئ « تقتّلون » على التكثير . * ( تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ والْعُدْوانِ ) * حال من فاعل تخرجون ، أو من مفعوله ، أو كليهما .
والتظاهر التعاون من الظهر . وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بحذف إحدى التاءين . وقرئ بإظهارها ، وتظهرون بمعنى تتظهرون * ( وإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ ) * روي أن قريظة كانوا حلفاء الأوس ، والنضير حلفاء الخزرج ، فإذا اقتتلا عاون كل فريق حلفاءه في القتل وتخريب الديار وإجلاء أهلها ، وإذا أسر أحد من الفريقين جمعوا له حتى يفدوه . وقيل معناه إن يأتوكم أسارى في أيدي الشياطين تتصدوا لإنقاذهم بالإرشاد والوعظ مع تضييعكم أنفسكم كقوله تعالى : أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ) * . وقرأ حمزة أسرى وهو جمع أسير كجريح وجرحى ، وأسارى جمعه كسكرى وسكارى . وقيل هو أيضا جمع أسير ، وكأنه شبه بالكسلان وجمع جمعه .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وابن عامر « تفدوهم » * ( وهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ ) * متعلق بقوله * ( وتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ ) * ، وما بينهما اعتراض ، والضمير للشأن ، أو مبهم ويفسره إخراجهم ، أو راجع إلى ما دل عليه تخرجون من المصدر . وإخراجهم بدل أو بيان * ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ ) * يعني الفداء .
* ( وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) * يعني حرمة المقاتلة والإجلاء . * ( فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) * كقتل قريظة وسبيهم . وإجلاء بني النضير ، وضرب الجزية على غيرهم . وأصل الخزي ذل يستحيا منه ، ولذلك يستعمل في كل منهما . * ( ويَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ ) * لأن عصيانهم أشد . * ( ومَا اللَّه بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) * تأكيد للوعيد ، أي اللَّه سبحانه وتعالى بالمرصاد لا يغفل عن أفعالهم . وقرأ عاصم في رواية المفضل ، « تردون » على الخطاب لقوله * ( مِنْكُمْ ) * . وابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر ، وخلف ويعقوب « يعملون » على أن الضمير لمن .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 86 ] < / صفحة فارغة > أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ ولا هُمْ يُنْصَرُونَ ( 86 ) * ( أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالآخِرَةِ ) * آثروا الحياة الدنيا على الآخرة . * ( فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ ) * بنقض الجزية في الدنيا ، والتعذيب في الآخرة . * ( ولا هُمْ يُنْصَرُونَ ) * بدفعهما عنهم .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 87 ] < / صفحة فارغة > ولَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِه بِالرُّسُلِ وآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وأَيَّدْناه بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ( 87 ) * ( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ ) * أي التوراة * ( وقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِه بِالرُّسُلِ ) * أي أرسلنا على أثره الرسل ، كقوله سبحانه وتعالى : ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا ) * . يقال قفاه إذا تبعه ، وقفاه به إذا أتبعه إياه من القفا ، نحو ذنبه من الذنب * ( وآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ ) * المعجزات الواضحات كإحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص ، والإخبار بالمغيبات . أو الإنجيل ، وعيسى بالعبرية أبشوع . ومريم بمعنى الخادم ، وهو بالعربية من النساء كالزير من الرجال ، قال رؤبة : قلت لزير لم تصله مريمه . ووزنه مفعل إذ لم يثبت فعيل * ( وأَيَّدْناه ) * وقويناه ،

92

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست