responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 91


* ( والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) * جرت عادته سبحانه وتعالى على أن يشفع وعده بوعيده ، لترجى رحمته ويخشى عذابه ، وعطف العمل على الإيمان يدل على خروجه عن مسماه .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 83 ] < / صفحة فارغة > وإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّه وبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وذِي الْقُرْبى والْيَتامى والْمَساكِينِ وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ( 83 ) * ( وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّه ) * إخبار في معنى النهي كقوله تعالى : ولا يُضَارَّ كاتِبٌ ولا شَهِيدٌ ) * . وهو أبلغ من صريح النهي لما فيه من إيهام أن المنهي سارع إلى الانتهاء فهو يخبر عنه ويعضده قراءة : « لا تعبدوا » . وعطف * ( قُولُوا ) * عليه فيكون على إرادة القول . وقيل : تقديره أن لا يعبدوا فلما حذف أن رفع كقوله :
ألا أيّهذا الزاجري أحضر الوغى * وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي ويدل عليه قراءة : « ألا تعبدوا » ، فيكون بدلا عن الميثاق ، أو معمولا له بحذف الجار . وقيل إنه جواب قسم دل عليه المعنى كأنه قال : وحلفناهم لا يعبدون . وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالتاء حكاية لما خوطبوا به ، والباقون بالياء لأنهم غيب * ( وبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) * تعلق بمضمر تقديره : وتحسنون ، أو أحسنوا * ( وذِي الْقُرْبى والْيَتامى والْمَساكِينِ ) * عطف على الوالدين . * ( والْيَتامى ) * جمع يتيم كنديم وندامى وهو قليل . ومسكين مفعيل من السكون ، كأن الفقر أسكنه * ( وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) * أي قولا حسنا ، وسماه * ( حُسْناً ) * للمبالغة . وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب * ( حُسْناً ) * بفتحتين . وقرئ « حسنا » بضمتين وهو لغة أهل الحجاز ، وحسنى على المصدر كبشرى والمراد به ما فيه تخلق وإرشاد * ( وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ ) * يريد بهما ما فرض عليهم في ملتهم * ( ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ ) * على طريقة الالتفات ، ولعل الخطاب مع الموجودين منهم في عهد رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ومن قبلهم على التغليب ، أي أعرضتم عن الميثاق ورفضتموه * ( إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ ) * يريد به من أقام اليهودية على وجهها قبل النسخ ، ومن أسلم منهم * ( وأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ) * قوم عادتكم الإعراض عن الوفاء والطاعة . وأصل الإعراض الذهاب عن المواجهة إلى جهة العرض .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 84 ] < / صفحة فارغة > وإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ ولا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ( 84 ) * ( وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ ولا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ) * على نحو ما سبق والمراد به أن لا يتعرض بعضهم بعضا بالقتل والإجلاء عن الوطن . وإنما جعل قتل الرجل غيره قتل نفسه ، لاتصاله به نسبا . أو دينا ، أو لأنه يوجبه قصاصا . وقيل معناه لا ترتكبوا ما يبيح سفك دمائكم وإخراجكم من دياركم ، أو لا تفعلوا ما يرديكم ويصرفكم عن الحياة الأبدية فإنه القتل في الحقيقة ، ولا تقترفوا ما تمنعون به عن الجنة التي هي داركم ، فإنه الجلاء الحقيقي * ( ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ ) * بالميثاق واعترفتم بلزومه * ( وأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ) * توكيد كقولك .
أقر فلان شاهدا على نفسه . وقيل وأنتم أيها الموجودون تشهدون على إقرار أسلافكم ، فيكون إسناد الإقرار إليهم مجازا .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 85 ] < / صفحة فارغة > ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ والْعُدْوانِ وإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ

91

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست