responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 90


وهو لا يناسب وصفهم بأنهم أميون . * ( وإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) * ما هم إلا قوم يظنون لا علم لهم ، وقد يطلق الظن بإزاء العلم على كل رأي واعتقاد من غير قاطع ، وإن جزم به صاحبه : كاعتقاد المقلد والزائغ عن الحق لشبهة .
* ( فَوَيْلٌ ) * أي تحسر وهلك . ومن قال إنه واد أو جبل في جهنم فمعناه : أن فيها موضعا يتبوأ فيه من جعل له الويل ، ولعله سماه بذلك مجازا . وهو في الأصل مصدر لا فعل له وإنما ساغ الابتداء به نكرة لأنه دعاء . * ( لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ ) * يعني المحرفين ، ولعله أراد به ما كتبوه من التأويلات الزائغة . * ( بِأَيْدِيهِمْ ) * تأكيد كقولك : كتبته بيميني * ( ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّه لِيَشْتَرُوا بِه ثَمَناً قَلِيلاً ) * كي يحصلوا به عرضا من أعراض الدنيا ، فإنه وإن جعل قليل بالنسبة إلى ما استوجبوه من العقاب الدائم . * ( فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ) * يعني المحرف . * ( ووَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) * يريد به الرشى .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 80 ] < / صفحة فارغة > وقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّه عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّه عَهْدَه أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه ما لا تَعْلَمُونَ ( 80 ) * ( وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ ) * المس اتصال الشيء بالبشرة بحيث تتأثر الحاسة به ، واللمس كالطلب له ولذلك يقال ألمسه فلا أجده . * ( إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً ) * محصورة قليلة ، روي أن بعضهم قالوا نعذب بعدد أيام عبادة العجل أربعين يوما ، وبعضهم قالوا مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب مكان كل ألف سنة يوما * ( قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّه عَهْداً ) * خبرا أو وعد بما تزعمون . وقرأ ابن كثير وحفص بإظهار الذال . والباقون بإدغامه * ( فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّه عَهْدَه ) * جواب شرط مقدر أي : إن اتخذتم عند اللَّه عهدا فلن يخلف اللَّه عهده ، وفيه دليل على أن الخلف في خبره محال .
* ( أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه ما لا تَعْلَمُونَ ) * أم معادلة لهمزة الاستفهام بمعنى أي الأمرين كائن ، على سبيل التقرير للعلم بوقوع أحدهما ، أو منقطعة بمعنى : بل أتقولون ، على التقرير والتقريع .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 81 إلى 82 ] < / صفحة فارغة > بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وأَحاطَتْ بِه خَطِيئَتُه فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ( 81 ) والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ( 82 ) * ( بَلى ) * إثبات لما نفوه من مساس النار لهم زمانا مديدا ودهرا طويلا على وجه أعم ، ليكون كالبرهان على بطلان قولهم ، وتختص بجواب النفي * ( مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً ) * قبيحة ، والفرق بينها وبين الخطيئة أنها قد تقال فيما يقصد بالذات ، والخطيئة تغلب فيما يقصد بالعرض لأنه من الخطأ ، والكسب : استجلاب النفع . وتعليقه بالسيئة على طريق قوله : فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) * .
* ( وَأَحاطَتْ بِه خَطِيئَتُه ) * أي استولت عليه ، وشملت جملة أحواله حتى صار كالمحاط بها لا يخلو عنها شيء من جوانبه ، وهذا إنما يصح في شأن الكافر لأن غيره وإن لم يكن له سوى تصديق قلبه وإقرار لسانه فلم تحط الخطيئة به ، ولذلك فسرها السلف بالكفر . وتحقيق ذلك : أن من أذنب ذنبا ولم يقلع عنه استجره إلى معاودة مثله والانهماك فيه وارتكاب ما هو أكبر منه ، حتى تستولي عليه الذنوب وتأخذ بمجامع قلبه فيصير بطبعه مائلا إلى المعاصي ، مستحسنا إياها معتقدا أن لا لذة سواها ، مبغضا لمن يمنعه عنها مكذبا لمن ينصحه فيها ، كما قال اللَّه تعالى : ( ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّوء أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّه ) * . وقرأ نافع خطيئاته .
وقرئ « خطيته » و « خطياته » على القلب والإدغام فيهما . * ( فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ ) * ملازموها في الآخرة كما أنهم ملازمون أسبابها في الدنيا * ( هُمْ فِيها خالِدُونَ ) * دائمون ، أو لابثون لبثا طويلا . والآية كما ترى لا حجة فيها على خلود صاحب الكبيرة وكذا التي قبلها .

90

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست