نام کتاب : الحجة في القراءات السبع نویسنده : ابن خالويه جلد : 1 صفحه : 8
فقال أبو علي : هذه كلها صفات . ولم تكن منافسة ابن خالويه خالويه لأبي على الأصدي لمنافسة أستاذه أبي سعيد السيرافي لأبي على الفارسي ، فقد كان أبو علي - كما يقول أبو حيان التوحيدي - « متقداً بالغيظ على أبي سعيد وبالحسد له ، كيف تمّ له تفسير كتاب سيبويه من أوله إلى آخره ، بغريبه ، وأمثاله ، وشواهده ، وأبياته ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، لأن هذا شيء ما تمّ للمبرد ، ولا للزجاج ، ولا لابن السراج ، ولا لابن درستويه مع سعة علمهم ، وفيض كلامهم » . ولمنزلة أبي سعيد السيرافي في نفس تلميذه ابن خالويه أرسل إلى سيف الدولة ليعلمه تطاول الفارسي على السيرافي ، وهو تطاول غير محمود ، لأن منزلة السيرافي وبخاصة بعد هزيمة ( متى ) المنطقي نسجت حوله ثوباً من القُدسية والمهابة ، فلا يليق بأبي على أو غيره ، أن ينال من هذه الشخصية التي أعلت لغة العرب ، وذللت مصاعب كتاب سيبويه . ولم يسكت الفارسي حينما علم خبر هذه الرقعة - فأرسل إلى سيف الدولة رقعة ينفى فيها عن نفسه التهمة ، ويزيل اللبس . ومن العبارات التي ضمتها رسالة الفارسي قوله : « من ذلك بعض ما يدل على قلة تحفظ هذا الرجل - يعني بذلك ابن خالويه فيما يقوله - هو قوله : لو يبقى عُمر نوح ما صلح أن يقرأ على السيرافي مع علمه بأن ( ابن بهراذ ) السّيرافي يقرأ عليه الصبيان ومعلموهم ، أفلا أصلح أن أقرأ على من يقرأ عليه الصبيان ؟ هذا ، مما لاخفاء فيه ، كيف ، وقد خلط فيما حكاه عنيّ ؟ . وأني قلت : إن السيرافي قد قرأ عليّ ، ولم أقل هذا ، إنما قلت : تعلّم مني ، أو أخذ منّي هو أو غيره ممّن ينظر اليوم في شيء من هذا العلم ، وليس قول القائل : تعلّم من مثل قرأ عليّ ، ولم أقل هذا ، إنما قلت : تعلّم مني ، أو أخذ منّي هو أو غيره ممّن ينظر اليوم في شيء من هذا العلم ، وليس قول القائل : تعلّم من مثل قرأ عليّ ، لأنه يقرأ عليه من لا يتعلّم منه ، وقد يتعلّم منه من لا يقرأ عليه ، وتعلّم ابن بهراذ السيرافي منّي في أيام محمد بن السرى وبعده لا يخفى على من كان يعرفني ويعرفه كعليّ بن الوراق ومحمد بن أحمد بن يونس ، ومن كان يطلب هذا الشأن من بني الأزرق الكتّاب وغيرهم ، وكذلك كثير من الفُرس الذين كانوا يرونه يغشاني في ( صف شوينز ) كعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي ، لأنه كان جارى بيت بيت قبل أن يموت الحسن بن
8
نام کتاب : الحجة في القراءات السبع نویسنده : ابن خالويه جلد : 1 صفحه : 8