نام کتاب : الحجة في القراءات السبع نویسنده : ابن خالويه جلد : 1 صفحه : 10
الدولة بدرة ، فشقها بسكين الدواة ، فمد ابن خالويه جانب طيلسانه ، وكان صوفاً أزرق ، فحثافيه سيف الدولة شيئاً صالحاً ، ومددت ذيل درّاعتي وكانت ديباجاً ، فحثا اليّ فيها ، وأبو الطيب حاضر ، وسيف الدولة ينتظر منه أن يفعل مثل فعلنا ، أو يطلب شيئاً منها ، فما فعل ، فغاظه ذلك ، فنثرها كلها ، فلما رأى المتنبي أنها قد فاتته زاحم الغلمان يلتقط معهم ، فغمزهم عليه سيف الدولة ، فداسوه وركبوه ، وصارت عمامته وطرطوره في عنقه ، واستحيا ، ومضت له ليله عظيمة وانصرف . وخاطب أبو عبد الله بن خالويه سيف الدولة في ذلك ، فقال : ما يتعاظم تلك العظمة ، ويتضع إلى مثل هذه المنزلة إلاّ لحماقته . 3 - ابن جنى : أبو الفتح عثمان بن جنى النحوي من معاصري ابن خالويه ، فقد توفي ابن جنى سنة 392 ه . ، على حين توفى ابن خالويه 370 ه . وقد تتلمذ ابن جنى على أبي علي الفارسي ، وصحبه أربعين سنة وكان سبب صحبته إياه أن أبا على الفارسي سافر إلى ( الموصل ) ، فدخل إلى الجامع ، فوجد أبا الفتح عثمان بن جنى يقرأ النحو وهو شاب ، وكان بين يديه متعلّم ، وهو يكلمه في قلب الواو ألفاً ، نحو قام . وقال : فاعترض عليه أبو على فوجده مقصّراً ، فقال له أبو على : زببّت قبل أن تحصرم ، ثم قام أبو علي ولم يعرفه ابن جنى ، وسأل عنه ، فقيل له : هو أبو علي الفارسي النحوي فأخذ في طلبه ، وصاحبه إلى أن مات أبو عليّ » وخلفه ابن جنى ودرس النحو ببغداد بعده ، وأخذ عنه . والذي يعنيني من هذه المعاصرة أن ابن جنى تتلمذ على أبي على الفارسي وأن ابن خالويه تتلمذ على أبي سعيد السيرافي . والشيخان رأسان في عصرهما ، عاشا في مجال النحو واللغة يبدعان ما شاء لهما الإبداع ولكنهما افترقا في المنهج والطريقة ، وقد أثرت هذه التفرقة في نفس تلميذيهما ، فساراً على الدرب ، وسلكا نفس المنهج . فالفارسي وتلميذه يكثران من المنطق والعلة ، وأبو سعيد وتلميذه لا يحفلان بأهمية
10
نام کتاب : الحجة في القراءات السبع نویسنده : ابن خالويه جلد : 1 صفحه : 10