نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 899
بثوبه ، وقال : يا رسول اللَّه ، أتصلي عليه ، وقد نهاك ربك أن تصلي على المنافقين ؟ قال : إنما خيرني اللَّه ، فقال : * ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّه لَهُمْ ) * وسأزيده على السبعين ، فقال : إنه منافق ، فصلى عليه ، فأنزل اللَّه : * ( ولا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً ولا تَقُمْ عَلى قَبْرِه ) * فترك الصلاة عليهم . وقد فهم عمر ذلك من قوله تعالى : * ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ على أنه تقدم نهي صريح ، و قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « إنما خيرني اللَّه » يراد به أنه مجرد استغفار لساني لا ينفع ، وغايته تطييب قلوب بعض الأحياء من قرابات المستغفر له . هذه الآيات الكريمة تبين حكم معاملة زعماء النفاق ، وهي تأمر النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بأنه إن ردك اللَّه من سفرك بالرجوع من غزوة تبوك إلى طائفة من المتخلفين المنافقين ، فاستأذنوك للخروج معك إلى غزوة أخرى ، فقل لهم تعزيرا وعقوبة : لن تخرجوا معي أبدا على أية حال ، ولن تقاتلوا معي أبدا عدوا بأي وضع كان لأنكم معشر المنافقين اخترتم القعود عن أول مرة ، وتخلفتم بلا عذر ، وكذبتم في أيمانكم الفاجرة ، وفرحتم بالقعود ، وأغريتم غيركم بالتخلف عن الجهاد ، فاقعدوا أبدا مع الخالفين ، أي مع فئة النساء والصبيان والعجزة وأهل الأعذار . ثم أمر اللَّه تعالى رسوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بأن يبرأ من المنافقين ، وألا يصلي على أحد منهم إذا مات ، وألا يقوم على قبره ليستغفر له أو يدعو له لأنهم كفروا باللَّه ورسوله ، وماتوا عليه ، وهذا حكم عام في كل كافر أو منافق لا يدعى له ولا يستغفر له ، لأنه كافر بالله ورسوله ، ومات على الكفر أو النفاق ، والفسق ، أي الخروج من دين الإسلام والتمرد على أحكامه ، وتجاوز حدوده وأحكامه من أوامر ونواه . ثم خاطب اللَّه تعالى نبيه ، والمراد أمته ، ممن لا تفتنه زخارف الدنيا ، فلا تستحسن أيها النبي وكل مؤمن ما أنعمنا به على المنافقين وأمثالهم من الأموال
899
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 899