responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 879


ويُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ورَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ والَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّه لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ( 61 ) يَحْلِفُونَ بِاللَّه لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ واللَّه ورَسُولُه أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ ( 62 ) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّه مَنْ يُحادِدِ ( 1 ) اللَّه ورَسُولَه فَأَنَّ لَه نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ( 63 ) ) * [ التوبة : 9 / 61 - 63 ] .
نزلت آية إيذاء النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم - فيما روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس - قال : كان نبتل بن الحارث يأتي رسول اللَّه ، فيجلس إليه ، فيسمع منه ، وينقل حديثه إلى المنافقين ، فأنزل اللَّه : * ( ومِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ ) * الآية .
هذا لون آخر من جهالات المنافقين وحماقتهم ، فمنهم من كان يقول في رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : إنه أذن ، أي سمّاع لكل قول ، على وجه الطعن والذم ، وإنه يصدق كل من حلف له ، فهو أذن سامعة ، يسمع كل ما يقال له ، ويصدقه ، فإذا جئنا إليه وحلفنا له صدّقنا ، أي أنه سليم القلب ، يغتر بكل ما يسمع ، دون أن يتدبر فيه ويميز بين الأمور . فرد اللَّه عليهم بأن النبي أذن خير ، لا أذن شر ، أي مستمع خير ، لا مستمع شر ، فيسمع ما يجب استماعه ، ولكنه يعرف الصادق من الكاذب ، ويعامل المنافقين بأحكام الشريعة وآدابها بناء على الظاهر منهم ، ولا يكشف أسرارهم .
إن نبي اللَّه قوي الإيمان ، صافي القلب ، لا يريد مجابهة المسيء بإساءته ، فهو خير شامل ووجه الخيرية أنه يصدق بالله تصديقا جازما ، ويؤمن بما أوحي إليه من ربه ، ويصدق كلام المؤمنين الخلَّص من المهاجرين والأنصار ، لا غيرهم ، وهو رحمة لأهل الإيمان ، يقبل الإيمان الظاهر ولا يكشف الأسرار ، مراعاة للمصلحة ، وإعطاء للفرصة باستقامة واعتدال المنحرفين ، ولا يصدق خبر المنافقين ، ويعرف حقيقة أمرهم ، وهو رحمة للعالمين ، بهدايتهم لما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة .


( 1 ) من يعاد .

879

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 879
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست