نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 711
لتأليف نفوسهم النافرة واضطرابهم مع أنبيائهم ، ثم حضهم على الاستقامة والصلاح ، مذكرا إياها بأن اللَّه تعالى ناظر كيف تعملون ، ومجازيكم على عملكم : إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر . إن موسى أراد من قومه شد عزائمهم على الشكر عند النعمة ، وزوال النقمة ، وتدريبهم على تحمل ألوان المشاق والمعاناة ، وممارسة أعمال الطاعة ، والاتكال على اللَّه وحده . ولكن القوم ضجروا وتبرموا وأتعبوا موسى تعبا شديدا ، وبالرغم من ذلك فقد تحقق ما وعدهم به موسى ، وأغرق اللَّه فرعون وقومه ، وكانوا هم الخلفاء على أرض الفراعنة في زمن داود وسليمان ، إلا أنهم عادوا إلى العصيان والعناد ، والتضجر من موسى عليه السلام ، فعوقبوا بألوان مختلفة من العقاب ، كما يبين في الآيات التالية . < فهرس الموضوعات > الآيات التسع < / فهرس الموضوعات > الآيات التسع يتميز التشريع الجزائي الإلهي بأنه يرسل الإنذارات أولا ، ليراجع الناس حساباتهم ويصلحوا أعمالهم من قريب دون تماد في البغي والعدوان والمخالفة والعصيان ، فإذا استبد العناد بالقوم ، وظهر منهم التعنت والتحدي لرسالات الأنبياء ، ولم يبق أمل في إصلاحهم وإنما تحقق اليأس منهم ، فإن اللَّه ينزل بهم العقاب الصارم أو الاستئصال جزاء بما كسبوا ، وزجرا لهم وردعا لأمثالهم . وقد أرسل اللَّه تعالى تسع آيات مع موسى عليه السلام إلى فرعون وملئه لعلهم يرجعون عما هم فيه من جحود وعناد ، فقال اللَّه تعالى : < فهرس الموضوعات > [ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 130 الى 133 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 130 الى 133 ] * ( ولَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ ( 1 ) ونَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ( 130 ) فَإِذا
( 1 ) الجدب والقحط .
711
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 711