نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 710
إفساد رعيتك ، بإدخالهم في دينهم ، أو جعلهم تحت سلطانهم وقيادتهم ، ودعوتهم إلى عبادة ربهم دونك ، وتركك مع آلهتك ، فلا يعبدونك ولا يعبدونها كما أمرت وشرعت ؟ ! فقال فرعون متأثرا بهذا التحريض : سنقتل أبناء الإسرائيليين ، ونبقي نساءهم أحياء للمتعة والخدمة ، فلا يتكاثرون ، كما كنا نفعل قبل ولادة موسى ، ليعلموا أننا عليهم قادرون ، وفوقهم قاهرون ، وهذا يقتضي تحقير أمرهم ، أي هم أقل من أن يؤبه بهم . جاء في آية أخرى : وقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى ولْيَدْعُ رَبَّه إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسادَ ( 26 ) [ غافر : 40 / 26 ] . الأمر الثاني - أنه حين سمع الإسرائيليون بتهديد فرعون ، فزعوا وجزعوا وتضجروا ، فقال لهم موسى مطمئنا ومثبتا ومقويا نفوسهم وواعدهم ما عند اللَّه : * ( اسْتَعِينُوا بِاللَّه واصْبِرُوا ) * فالله هو المعين على الشدائد ، الدائم الباقي ، القادر على كل شيء ، والصبر سلاح المؤمن ، واعلموا أن الأرض أرض الدنيا يورثها من يشاء من عباده ، وأن العاقبة للمتقين ربهم ، الخائفين من عذابه ، الطامعين في رحمته ، والنصر للمؤمنين ، لا كما يظن فرعون وقومه . والصبر في هذه الآية يعمّ الانتظار الذي هو عبادة ، والصبر في المناجزات والأزمات . لكن الوصية لم تؤثر في الإسرائيليين ، لشدة فزعهم من فرعون وقومه ، فقالوا لموسى : أوذينا من قبل مجيئك وقبل ولادتك ، ومن بعد إرسالك ، وفعلوا بنا ما رأيت من الذل والهوان ، فقتلوا أولادنا ، وعذبونا ، وتعود المأساة اليوم بعد مجيئك ، كما تسمع من الوعيد والتهديد . فأجابهم موسى بما يتناسب مع قلة يقينهم وصبرهم على الدين : لعل اللَّه ينصركم ويهلك عدوكم فرعون ، ويستخلفكم بعده في الأرض ، ويجعلكم سادة . وهذا كله
710
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 710