نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 688
جَوابَ قَوْمِه إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ [1] ( 82 ) فَأَنْجَيْناه وأَهْلَه إِلَّا امْرَأَتَه كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ ( 2 ) ( 83 ) وأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ( 84 ) ) * [ الأعراف : 7 / 80 - 84 ] . لوط عليه السّلام : هو لوط بن هاران ابن أخي إبراهيم الخليل عليه السّلام ، آمن بإبراهيم واهتدى بهديه ، كما قال اللَّه تعالى : * ( فَآمَنَ لَه لُوطٌ وقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي ) * [ العنكبوت : 29 / 26 ] وتبع إبراهيم في رحلاته فيما بين النّهرين ، ثم مصر ، ثم بلاد الشّام ، حيث فارق إبراهيم عمه ، وسكن في سدوم في شرقي الأردن . وكان أهل سدوم يعملون الخبائث دون حياء ولا عفّة ، وأمام الناس ، ويقطعون الطريق على التّجار ، ويأخذون بضائعهم ، كما قال اللَّه تعالى على لسان لوط عليه السّلام لقومه : * ( أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ) * [ العنكبوت : 29 / 29 ] . وابتدأت القصة على هذا النحو : واذكر يا محمد لوطا حين قال لقومه باستفهام على جهة التوبيخ والتشنيع : أتأتون الفاحشة : وهي إتيان الرجال في الأدبار ؟ ! وروي : أنه لم تكن هذه المعصية في أمم قبلهم ، لذا قال لهم : ما فعلها أحد قبلكم في أي زمان ، بل هي مبتدعة منكم ، وعليكم وزر كل من يفعلها في المستقبل لأنّ من سنّ سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، وهذا دليل على أن تلك الفاحشة أمر مناقض للفطرة . وأكّد لوط عليه السّلام قوله مقرّعا وموبّخا توبيخا شديدا : إنكم لتأتون الرجال شهوة متجاوزين النّساء اللواتي هنّ محل قضاء الشهوة بحسب الفطرة السليمة ، بل إنكم لا تستحون من فعلكم ، فإنكم قوم عادتكم الإسراف وتجاوز الحدود في كل
[1] يدّعون الطهارة مما نأتي . ( 2 ) الباقين في العذاب .
688
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 688