نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 687
الضعفاء ، ويكفر بهم القادة والزعماء . فقال المستضعفون المؤمنون : إننا مؤمنون مصدّقون بما أرسل به صالح من ربّه . قال أشراف القوم المستكبرون : إننا كافرون بما آمنتم به ، ولم يصرّحوا بالرسالة التي جاء بها صالح ، حتى لا يقرّوا بها ظاهرا . وأظهروا أفعالهم المكفرة ، فعقروا الناقة بتواطؤ بينهم ، وعقرها قدار بن سالف الأحمر الأزرق أشقى ثمود ، وتمرّدوا واستكبروا عن امتثال أمر ربّهم الذي أمرهم به صالح ، وقالوا : يا صالح ائتنا بما تعدنا به من العذاب إن كنت رسولا من عند اللَّه ، فأخذتهم الرجفة أو الصيحة أو الصاعقة أو الطاغية وهي صيحة شديدة القوة ، اضطربت الأرض من هولها وتصدّعت مبانيها ، وارتجفت لها الأفئدة ، فأصبحوا في ديارهم موتى جثثا هامدة لا حراك لها . فأعرض عنهم صالح عليه السّلام بعد أن أبصرهم جاثمين ، يملأ قلبه الحزن والتّحسر على ما أصابهم ، وقال : يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربّي وبذلت غاية جهدي في نصحكم ، ولكنكم لا تحبّون النّاصحين ، فوجب لكم العذاب ، وحقّ عليكم العقاب . وهذا تقريع لهم على تمرّدهم ليكون ذلك عبرة لغيرهم . < فهرس الموضوعات > رسالة لوط عليه السّلام إلى قومه < / فهرس الموضوعات > رسالة لوط عليه السّلام إلى قومه لم يترك اللَّه تعالى قوما أو أمة من غير رسول ينذرهم ويبشّرهم : وإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ [ فاطر : 35 / 24 ] لذا أرسل اللَّه تعالى لوطا عليه السّلام في عصر إبراهيم عليه السّلام ، لإنذار أمة تسمى سدوم قرب البحر الميت أو بحر لوط ، ومن أجل استئصال المفاسد والمنكرات التي شاعت فيهم ، قال اللَّه تعالى : < فهرس الموضوعات > [ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 80 الى 84 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 80 الى 84 ] * ( ولُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِه أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ ( 80 ) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ( 81 ) وما كانَ
687
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 687