نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 653
يتعلَّق بمرتكبها إثم أو ذنب ، وهو الذنوب الصغائر ، وقال بعض الناس : الإثم هي الخمر ، محتجّا بقول الشاعر : < شعر > شربت الإثم حتى ضلّ عقلي كذاك الإثم تذهب بالعقول < / شعر > 3 - وحرّم اللَّه أيضا البغي : وهو الظلم وتجاوز الحدّ في الفساد والحقوق بالاعتداء على حقوق الناس الآخرين أفرادا وجماعات ، سواء أكان التّعدي مبتدءا أو كان صاحبه منتصرا ، فإذا جاوز الحدّ في الانتصار فهو باغ . وقوله تعالى : * ( بِغَيْرِ الْحَقِّ ) * زيادة بيان ، إذ لا يتصور بغي بغير حق لأن ما كان بحق فلا يسمى بغيا . 4 - وحرّم اللَّه تعالى الشّرك بالله : وهو أقبح الفواحش ، وهو أن تجعل مع اللَّه إلها آخر من صنم أو وثن أو كوكب أو ملك أو إنسان ، لم تقم عليه حجة من عقل ولا برهان من وحي ، وسميت الحجة سلطانا : لأنها ترجح قول الخصم على غيره ، ويكون لها تأثير على قول السامع وفكره . والشرك لا دليل ولا حجة عليه من عقل ولا نقل ، قال اللَّه تعالى : * ( ومَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّه إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَه بِه فَإِنَّما حِسابُه عِنْدَ رَبِّه إِنَّه لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ ( 117 ) ) * [ المؤمنون : 23 / 117 ] . وهذا يشعرنا أو يدلَّنا أن الاقتناع بالبرهان والحجة الساطعة أساس بناء العقيدة ، وأن الإيمان لا يقبل بغير وحي من اللَّه ، يدعمه الدليل والبرهان . 5 - وحرّم اللَّه سبحانه التّقول على اللَّه بغير حجة ولا علم ، كالافتراء والكذب على اللَّه ، بادّعاء أن له ولدا أو شريكا من الأوثان ، وكتحريم بعض المواشي من بحيرة وسائبة ووصيلة وحام ، وتحليل الحرام وتحريم الحلال بلا سند ولا حجة ، وهو القول بالرأي المحض من دون دليل من الشّرع ، وهو سبب تحريف الأديان ، والابتداع في الدين الحق ، واتباع الهوى والشيطان ، واستحسان الأنظمة المنافية لتعاليم الدين والشرع ، وهذا منهج أدعياء التجديد ، وتخطي الشريعة باسم الاجتهاد ، روى
653
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 653