نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 652
< فهرس الموضوعات > أصول المحرّمات في الإسلام < / فهرس الموضوعات > أصول المحرّمات في الإسلام بعد أن ذكر القرآن الكريم ما حرّمه الكفار المشركون على أنفسهم مما لم يأذن اللَّه به ، أتبعه ذكر ما حرّم اللَّه عزّ وجلّ ، ليميّز المخاطب بين الحق والباطل ، ويدرك أن التّحريم مرتبط بالضرر والأذى للإنسان نفسه ، وليس التحريم أمرا اعتباطيا أو عبثا لا يخدم هدفا ولا يؤدي مصلحة أو يدرأ مفسدة ، قال اللَّه تعالى : < فهرس الموضوعات > [ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 33 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 33 ] * ( قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ( 1 ) ما ظَهَرَ مِنْها وما بَطَنَ والإِثْمَ والْبَغْيَ ( 2 ) بِغَيْرِ الْحَقِّ وأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّه ما لَمْ يُنَزِّلْ بِه سُلْطاناً ( 3 ) وأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّه ما لا تَعْلَمُونَ ( 33 ) ) * [ الأعراف : 7 / 33 ] . لما لبس المسلمون الثياب بأمر اللَّه وتشريعه وطافوا بالبيت الحرام بالزينة التّامة ، عيّرهم المشركون بذلك ، فقال اللَّه لنبيّه المصطفى صلَّى اللَّه عليه وسلم : قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين حرموا ما أحلّ اللَّه من الطَّيبات والرزق واللباس : ما حرم ربّي هذا ، وإنما حرّم خمسة أشياء هي أصول المحرّمات الضّارة بالفرد والجماعة وهي ما يأتي : 1 - حرّم اللَّه تعالى الفواحش الظاهرة والباطنة ، الجهرية والسّرية : وهي كل ما فحش وقبح من الأعمال المفرطة في الشّناعة ، ما ظهر منها للناس وما بطن أو خفي عنهم ، وتشمل المعاصي الكبائر لتفاحش قبحها ، مثل الزّنى والرّبا والسّرقة والقتل وخيانة الوطن وإذاعة السوء ، والخروج على الجماعة ، وتفتيت وحدة الأمة ، وتهديم بنيتها وحضارتها ، وغير ذلك من كل ذنب خطير أو إساءة بالغة . ويعدّ كل ما حرّمه الشّرع فهو فاحش ، وإن كان العقل لا ينكره كلباس الحرير والذهب ولو خاتما للرجال ونحوه مما يرتكبه الإنسان ظاهرا أو باطنا . 2 - وحرّم اللَّه تعالى الإثم : وهو لفظ عام يشمل جميع الأقوال والأفعال التي