نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 513
بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّه إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِه ثَمَناً ولَوْ كانَ ذا قُرْبى ولا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّه إِنَّا إِذاً لَمِنَ الآثِمِينَ ( 106 ) فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيانِ ( 1 ) فَيُقْسِمانِ بِاللَّه لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما ومَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ( 107 ) ) * [ المائدة : 5 / 106 - 107 ] . اتّفق المفسّرون على أن سبب نزول هذه الآية - فيما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس - هو تميم الداري وأخوه عدي النّصرانيان حين خرجا إلى الشام للتجارة ، ومعهما بديل بن أبي مريم مولى عمرو بن العاص ، الذي كان مسلما مهاجرا ، فمات في الطريق وقبل موته أوصى بوصية من غير إشهاد عليها ، فأخذ رفيقاه إناء فضيّا منقوشا بالذهب ، وأنكرا أخذه وردّه إلى أهل بديل المتوفى ، ثم أسلم تميم ، فكان يقول : صدق اللَّه ورسوله ، أنا أخذت الإناء ، فنزلت الآية في طلب الشهادة على الوصية في السفر ، ولو كان الشاهدان غير مسلمين . ومعنى الآية كما ذكر ابن عطية : أن اللَّه تعالى أخبر المؤمنين أن حكمه في الشهادة على الموصي إذا حضر الموت أن تكون شهادة عدلين ، فإن كان في سفر - وهو الضّرب في الأرض - ولم يكن معه من المؤمنين أحد ، فليشهد شاهدين ممن حضره من غير المسلمين ، فإذا قدما إلى البلد وأدّيا الشهادة على وصيته ، حلفا بعد صلاة العصر أنهما ما كذبا ولا بدّلا ، وأن ما شهدا به حقّ ، ما كتما فيه شهادة اللَّه ، ويحكم بشهادتهما . فإن عثر أو تبيّن بعد أنهما كذبا أو خانا في الشهادة ونحو هذا مما هو إثم ومعصية ، حلف رجلان في السفر من أولياء ( أقارب ) الموصي الذين هم أحق بالإرث ، بأن شهادتنا أي يميننا أحقّ وأصدق من شهادة ( يمين ) غيرهما ، وما اعتدينا
( 1 ) الأقربان إلى الميت .
513
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 513