responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 411


والْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ والْمُؤْمِنُونَ بِاللَّه والْيَوْمِ الآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً ( 162 ) ) * [ النساء : 4 / 160 - 162 ] .
يخبر اللَّه تعالى أنه بسبب ظلم الذين هادوا بما اقترفوا من آثام عظيمة ، ومنكرات قبيحة ، وبسبب صدّهم الناس وأنفسهم عن اتّباع الحق ، حرّم اللَّه عليهم طيّبات كانت حلالا لهم ، لعلهم يرجعون إلى جادة الاستقامة وطريق الهداية القويمة . لقد حرّم اللَّه عليهم كل ما له ظفر من الحيوانات كالإبل والأوز والبط ، وحرّم عليهم شحوم الأبقار والأغنام ، قال اللَّه تعالى : * ( وعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ومِنَ الْبَقَرِ والْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا ( 1 ) أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وإِنَّا لَصادِقُونَ ( 146 ) ) * [ الأنعام : 6 / 146 ] أي إنما حرّمنا عليهم ذلك ، لأنهم يستحقون التحريم بسبب بغيهم وطغيانهم ومخالفتهم رسولهم واختلافهم عليه .
ومن ألوان ظلمهم : صدّهم أنفسهم وغيرهم من الناس عن الإيمان بالله ، وعنادهم وعصيانهم موسى عليه السّلام ، وأمرهم بالمنكر ، ونهيهم عن المعروف ، وكتمانهم البشارة بالنّبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وجحدهم أمره وإنكارهم رسالته .
ومن مظالمهم : أخذهم الرّبا الذي نهاهم اللَّه عنه على ألسنة أنبيائهم ، والرّبا : هو بيع الدرهم بدرهمين إلى أجل في المستقبل ، ونحو ذلك مما هو مفسدة ومضرّة واستغلال ، نهوا عن ذلك ، فاحتالوا عليه بأنواع الحيل ، وأكلوا أموال الناس بالباطل كالرّشاوى والخيانات وأنواع الغشّ والنّصب وغير ذلك مما لا مقابل له ، كما قال اللَّه تعالى يصفهم : سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ) * [ المائدة : 5 / 42 ] والسّحت : المال أو الكسب الحرام .


( 1 ) أي الأمعاء .

411

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست