نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 412
وكان جزاؤهم على تلك المظالم وظلمهم أنفسهم وغيرهم : أن اللَّه هيّأ لهم ولأمثالهم من الكافرين عذابا مؤلما ذا إهانة وذلّ في نار جهنم . ثم استثنى اللَّه تعالى من استحقاق العذاب فئة متنورة مؤمنة هم الراسخون في علم التوراة الذين اطَّلعوا على حقائق الدين ، وتحققوا من أمر محمد عليه الصلاة والسلام وعلاماته ، وآمنوا إيمانا صادقا بالله ، وبما أنزل إلى محمد وبقية الرّسل الكرام قبله كموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام ، وهي القرآن والتوراة والإنجيل ، وصدقوا بالبعث بعد الموت وبالجزاء العادل على الأعمال ، وأدّوا زكاة أموالهم للمستحقين ، وأطاعوا أوامر ربّهم ، وأقاموا الصلاة على وجهها الصحيح المشروع ، تامة الأركان ، مستوفية الشروط القلبية بالخشوع والاطمئنان ، والشروط العضوية بممارسة الأركان القولية والفعلية ، هؤلاء الموصوفون بما تقدم من الصفات وهي صفات المؤمنين إيمانا حقيقيّا في هذا العالم ، سيؤتيهم ربّهم أجرا عظيما هو الجنة ، لا يدرك حقيقته ووصفه إلا اللَّه تعالى . روى ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس أن الآية : * ( لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ والْمُؤْمِنُونَ . . ) * أنزلت في عبد اللَّه بن سلام ، وأسيد بن سعية ، وثعلبة بن سعية ، وأسد بن عبيد ، حين فارقوا اليهود وأسلموا ، أي دخلوا في الإسلام ، وآمنوا بالقرآن وبما أرسل اللَّه به محمدا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . ومنهم مخيريق أيضا ، كان هؤلاء من علماء اليهود وأحبارهم ، وكان مخيريق غنيّا كثير الأموال ، أسلم وأوصى بأمواله للنّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، مات في غزوة أحد . فرضي اللَّه عن مواكب الإيمان ، وفتيان الإسلام ، وجند الحق والفضيلة والاستقامة إلى يوم الدين .
412
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 412