responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 397


يؤمنون أحيانا بالله ورسوله ، ثم يكفرون ، ثم يؤمنون ثم يكفرون ، ثم يزدادون كفرا ويتغالون ويتمادون في الكفر ، ثم يموتون على الكفر ، فهؤلاء طبعا وعقلا وشرعا لا يغفر اللَّه لهم ، ولا يرشدهم ولا يهديهم إلى الخير .
وأنذر يا محمد هؤلاء المنافقين بأن لهم عذابا مؤلما في الدّرك الأسفل من النار ، وإنما قال اللَّه : * ( بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ ) * والمراد أنذر ، وذلك على سبيل التّهكم بهم .
ومن صفات المنافقين أيضا : أنهم كانوا يتخذون الكافرين أولياء وأنصارا وأعوانا ، ويتجاوزون ولاية المؤمنين ويتركونها ، ظنّا منهم أن الغلبة ستكون للكفار ، ولم يدروا أن العاقبة للمتقين لأن اللَّه معهم ، أيطلبون الاعتزاز والاستكثار بالكفار ؟ ليس الأمر كذلك ، لقد كذبوا وافتروا ، بل العزة كلها لله ، أي القوة والمنعة والمجد لله في الدنيا والآخرة ، وهو يؤتيها من يشاء ، والمراد أن العزة في النهاية تكون لأولياء اللَّه الذين كتب لهم العز والغلبة والنصرة على الأعداء .
ثم حذّر اللَّه جميع الناس من تجاوز آيات اللَّه وأحكامه ، فقد أنزل اللَّه على جميع من أظهر الإيمان من محقق صادق ومنافق كاذب أنه ينبغي عليهم عند سماع الاستهزاء بآيات اللَّه والكفر بها أن لا يجلسوا في مجالس الكافرين ، ولا يتكلموا معهم حتى يتحدثوا في حديث آخر ، فإنهم إن جلسوا في هذه المجالس ، كانوا شركاء في الكفر ، لرضاهم بكلامهم ، وسكوتهم عن إنكار منكرهم ، كما قال اللَّه تعالى في آية أخرى : وإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِه ) * [ الأنعام : 6 / 68 ] .
إن هذا التحذير من مجالسة المستهزئين بآيات اللَّه تنبيه مخلص لأهل الإيمان الحق ، لأن اللَّه جامع الكافرين والمنافقين في جهنم جميعا .
ومن صفات المنافقين : أنهم ينتظرون ما يحدث للمؤمنين من خير أو شرّ ، فإن تحقق نصر للمؤمنين وفتح وغنيمة قالوا زاعمين : إنا كنا معكم مؤيّدين ومظاهرين ،

397

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست