responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 395


والشهادة بالحق على النفس والوالدين والأقارب أمر واجب ، ولو عاد ضررها على هؤلاء لأن الإحسان إلى النفس والقرابة وبرّ الوالدين ، لا يكون بالظلم والانحراف عن الحق ، بل الإحسان والخير والبر وصلة القرابة في الحق والمعروف .
وليس للشاهد أن يراعي غنيّا لغناه أو يرحم فقيرا لفقره ، بل يترك الأمر كله لله ، فالله يتولى أمر الغني والفقير .
وليس للشهود اتّباع الهوى والمحاباة ، لئلا يعدلوا عن الحق إلى الباطل ، إذ في الهوى والمحاباة الزّلل والضّرر ، فلا يجوز أن تؤدي العصبية وهوى النفس وبغض الناس إلى الظلم وترك العدل في الأمور والشؤون كلها ، وإنما الواجب التزام العدل على أي حال ، كما قال تعالى مبيّنا وجوب العدل حتى مع الأعداء : ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ [1] عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى . ) * [ المائدة : 5 / 8 ] .
وإن تلووا ألسنتكم بالشهادة وتحرّفوها أو تعرضوا عن إقامة الشهادة وتكتموها ، فاعلموا أن اللَّه خبير بأعمالكم ومجازيكم عليها .
ثم أمر اللَّه المؤمنين بالثبات والدوام على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، دون تفرقة بين الكتب السابقة والقرآن العظيم لأن جميع الكتب الإلهية منزّلة من عند اللَّه تعالى ، ومن يجحد وينكر وجود اللَّه ووحدانيته ، ولا يصدق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، فقد ضلّ ضلالا بعيدا ، وانحرف عن جادة الحق ، ونور الهدى ، وخرج عن المطلوب خروجا شديدا وبعيدا كل البعد عن الصواب والسّداد .



[1] أي لا يحملنكم كراهية قوم على ترك العدل معهم .

395

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست