نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 394
يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّه أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا [1] وإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا [2] فَإِنَّ اللَّه كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً ( 135 ) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّه ورَسُولِه والْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِه والْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ومَنْ يَكْفُرْ بِاللَّه ومَلائِكَتِه وكُتُبِه ورُسُلِه والْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً ( 136 ) ) * [ النساء : 4 / 135 - 136 ] . قال السّدّي : لما نزلت آية * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ ) * في النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم اختصم إليه رجلان : غني وفقير ، وكان صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مع الفقير ، يرى أن الفقير لا يظلم الغني ، فأبى اللَّه إلا أن يقوم بالقسط في الغني والفقير . الأمر بالعدل إذن عام شامل الناس جميعا ، لا فرق بين غني وفقير ، ولا بين عالم وجاهل ، ولا بين مسلم وغير مسلم ، ولا بين كبير وصغير ، يأمر اللَّه تعالى عباده المؤمنين أن يلتزموا العدل في كل شيء ، في أقوالهم وأفعالهم ، وأن يتعاونوا ويتعاضدوا في إقامة العدل ، دون أن تأخذهم في اللَّه لومة لائم . ومن أخصّ ما يطلب فيه العدل : الحكم بين الناس ، والقضاء في الخصومات ، وأداء الشهادات أمام القاضي وغيره ، فعلى القائمين بهذه الوظائف أن يعملوا بالحق ، ويشهدوا بالحق ، ويتحرّوا الحق الذي يرضي اللَّه تعالى ، ويؤدّوا العمل أو الشهادة ابتغاء وجه اللَّه ، لتكون الشهادة صحيحة عادلة حقّا ، من غير مراعاة أحد ولا محاباة . إن نبراس العمل وأساس الشهادة بالحق المجرد ، ولو كانت الشهادة على النفس والأقربين ، ويكون ذلك بالإقرار بالحق وعدم كتمانه ، فمن أقرّ على نفسه بحق ، فقد شهد عليها لأن الشهادة إظهار الحق .
[1] كراهة أن تعدلوا عن الحق . [2] تتركوا إقامتها .
394
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 394