نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 382
ومهام الشيطان كثيرة كما ذكرت الآيات : أولها : محاولة اتخاذ جزء معلوم من الناس تلامذة له ، وخلصاء وأعوانا بإغوائه وإضلاله ، وهم الكفرة والعصاة . ثانيا : إضلال الناس ، أي صرفهم عن الحق وطريق الهدى وعن الاعتقاد الصحيح . ثالثا : الوعد بالأماني الباطلة ، والعيش في خيال الآمال الوهمية ، والأمر بالتسويف والتأخير ، وتزيين اللذات ، وترك التوبة . رابعا : الأمر بتقطيع وتشقيق آذان الأنعام ( المواشي ) للآلهة الأصنام كالبحيرة التي يتركون الحمل عليها بوسمها بعلامة معينة ، والناقة السائبة التي يسيبونها للأصنام إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث ، والوصيلة التي ولدت جديا وعناقا ، فلا يذبحون أخاها من أجلها وصلتها . خامسا : أمر الناس بتغيير خلق اللَّه وفطرته التي فطر الناس عليها : وهي الاهتداء إلى الحق والدين الصحيح ، والتغيير يكون بإخصاء البهائم والوشم في الوجه ونحوهما مما فيه تشوية الفطرة وتغييرها عما فطرت عليه . ثم أوضح اللَّه تعالى أن وعود الشيطان وأمانيه المعسولة كلها خيالات وأوهام وأباطيل ، فهو يعدهم بالمال والجاه وأن لا بعث ولا عقاب ونحو ذلك ، لكل أحد ما يليق بحاله ، وما تلك الأماني الواسعة الكاذبة إلا تغرير وباطل لا حقيقة له ولا استقرار ولا وجود . وبعد أن حذر القرآن من ألوان وساوس الشيطان وتفنيد مهامه ومخططاته ، رغَّب المؤمنين بالإيمان الصادق الخالص ، وحرّضهم على العمل الصالح : وهو فعل ما أمر اللَّه به من الأعمال الطيبة والأمور الخيرية ، وترك ما نهى عنه من المنكرات . ووعد هؤلاء المؤمنين العاملين بجنان الخلد إلى الأبد التي تجري الأنهار من تحت غرفها
382
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 382