نَصِيباً مَفْرُوضاً [1] ( 118 ) ولأُضِلَّنَّهُمْ ولأُمَنِّيَنَّهُمْ ولآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ( 2 ) آذانَ الأَنْعامِ ولآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه ومَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّه فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً ( 119 ) يَعِدُهُمْ ويُمَنِّيهِمْ وما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً ( 3 ) ( 120 ) أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ ولا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً ( 4 ) ( 121 ) والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّه حَقًّا ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّه قِيلًا ( 5 ) ( 122 ) ) * [ النساء : 4 / 116 - 122 ] .الشرك : هو منتهى فساد الروح ، وضلال العقول ، والانحراف عن أخطر قضية في هذا العالم وهو الإيمان بالله الواحد الأحد ، فهو ظلم وافتئات على الحقيقة ، وإيغال في الكفر وجحود نعمة اللَّه على المخلوقات جميعا . لذا أعلن القرآن الكريم أن اللَّه عز وجل لا يغفر جريمة الشرك بالله أصلا ، ويغفر غيره من الذنوب والخطايا لمن يشاء ، وهذا تحذير لأهل الضلال ، وإطماع لأهل الإيمان بفضل اللَّه وإحسانه ، ومن أشرك بالله بالقول أو الفعل أو الاتجاه أو التقديس ، فقد ضل ضلالا بعيدا عن الخير والرشد .وأما الشيطان : فهو داعية الشر والفساد ، ورأس الكفر والضلال ، طرده اللَّه من رحمته ، وعباد الأوثان والأصنام لا يعبدون بدعائهم إياها إلا أسماء مؤنثة كاللات والعزى ، ومناة ، ونائلة ، وهي مؤنثات ضعيفات لا تعقل ، وجمادات وأخشاب لا تدرك ، وما يعبدون بتعظيمها إلا شيطانا متمرنا على الإيذاء ، متدربا على الخبائث ، متمردا على القيم الخيرة ، فهو الذي أمر الوثنيين بعبادة تلك الأصنام ، فكانت طاعتهم للشيطان عبادة له .
[1] مقطوعا لي به . ( 2 ) أي يقطعن آذان الأنعام لتميزها للآلهة . ( 3 ) خداعا . ( 4 ) أي مهربا ومخلصا . ( 5 ) أي قولا .