responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 338


الخصمان في الاحتكام إليه ، وسمي ابن الأشرف طاغوتا لإفراطه في الطغيان ، وعداوة الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم والبعد عن الحق .
والآية تأنيب للصنفين المذكورين اللذين أمرا في القرآن الكريم والكتب السابقة أن يكفرا بالطاغوت ويجتنباه ، لقوله سبحانه : ولَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّه واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) * [ النحل : 16 / 36 ] وقوله تعالى : * ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ ويُؤْمِنْ بِاللَّه فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) * [ البقرة : 2 / 256 ] .
إن الإيمان بالله ورسله يتنافى مع الاحتكام لغير كلام اللَّه ، أو الإيمان بالطاغوت ، وإيثار حكمه على حكم الشرع الشريف ، ولكن الشيطان بوسوسته وشروره يريد أن يضل المنافقين وأمثالهم ضلالا بعيدا عن الحق والصواب .
وإذا قيل لهؤلاء المنافقين : تعالوا إلى ما أنزل اللَّه وإلى الرسول للاحتكام والقضاء ، فهو الصراط المستقيم ، رأيت المنافقين يصدّون عن محمد وعن دعوته صدودا مؤكدا ، ويعرضون عن قبول حكمه إعراضا شديدا ، بكل ما أوتوا من قوة وحجة ، والدافع لهم إلى ذلك : هو اتباع شهواتهم ومآربهم الخاصة .
ثم أنذر القرآن هؤلاء المنافقين وحذرهم في حال تعرضهم لمصيبة من المصائب ، وافتضاح أمرهم ، وظهور حالهم ، وانكشاف سترهم بما قدمته أيديهم ، كيف يكون حالهم ؟ ! هذا إنذار بالخطر الواقع بهم حتما ، وحينئذ يأتون إلى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يحلفون بالله وهم الكاذبون ، قائلين : ما أردنا بأعمالنا هذه إلا إحسانا في المعاملة ، وتوفيقا بين الخصوم بالصلح ، ولكن حيلتهم مكشوفة ، فهم الذين لعنهم اللَّه ، وعلم ما في قلوبهم من الكيد والحقد والحسد ، وانتظار الشر بالمؤمنين ، ويكون جزاؤهم الإعراض عنهم ومجافاتهم وترك الترحاب بهم ، وتعنيفهم بالقول المؤثر البليغ في أنفسهم ، لعلهم يتدبرون ويتفكرون في إصلاح شؤونهم ، وتغيير مواقفهم .

338

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست