نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 337
آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ [1] وقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِه ويُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً ( 60 ) وإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّه وإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً ( 61 ) فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّه إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً وتَوْفِيقاً ( 62 ) أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّه ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وعِظْهُمْ وقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً ( 63 ) ) * [ النساء : 4 / 60 - 63 ] . نزلت في رجل من المنافقين اسمه : بشر ، كان بينه وبين يهودي خصومة ، فقال اليهودي : انطلق بنا إلى محمد ليفصل بيننا في هذه القضية ، وقال المنافق : بل نأتي كعب بن الأشرف ، وهو الذي سماه اللَّه تعالى * ( الطَّاغُوتِ ) * فأبى اليهودي إلا الاحتكام إلى محمد بن عبد اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقضى رسول اللَّه لليهودي ، فلم يرض المنافق بهذا الحكم ، وقال : ننطلق إلى عمر بن الخطاب ، فجاء إليه ، فلما علم بأن المنافق لم يرض بحكم رسول اللَّه ، أحضر سيفه ، وضرب به المنافق حتى مات ، وقال : هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء اللَّه وقضاء رسوله ، وهرب اليهودي ، ونزلت هذه الآية ، وقال جبريل عليه السلام : إن عمر فرق بين الحق والباطل ، فسمي الفاروق . لقد كشف اللَّه في هذه الآيات موقف المنافقين الذين لا يطيعون الرسول ، ولا يرضون بحكمه ، بل يريدون حكم غيره كالكاهن أبي برزة الأسلمي ، أو الطاغية كعب بن الأشرف . والمراد بالذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل على محمد هم المنافقون ، والذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل من قبله هم اليهود ، وقد أمر الفريقان بالكفر بالطاغوت وهو الكاهن أبو برزة الأسلمي ، أو كعب بن الأشرف ، وهو الذي تراضى به