responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 473


وقع التعبير عنهما أو عن أحدهما بلفظ التعريف لبطلت هذه الفائدة . فسبحان من له تحت كل كلمة من كلمات هذا الكتاب - بل تحت كل حرف منه - سر لطيف لا يهتدى إليه إلا أولو الألباب » « 1 » .
ثم أخذ القرآن يعدد على المشركين جرائمهم التي كل جريمة منها أكبر من القتال في الشهر الحرام الذي فعله المؤمنون لدفع الضرر عن أنفسهم أو لجهلهم بالميقات فقال - تعالى - :
* ( وصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه ، وكُفْرٌ بِه ، والْمَسْجِدِ الْحَرامِ ، وإِخْراجُ أَهْلِه مِنْه أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّه ) * .
أى : قل يا محمد لهؤلاء المشركين نحن نوافقكم على أن القتال في الشهر الحرام كبير ، ثم قل لهم أيضا على سبيل التوبيخ إن ما فعلتموه أنتم من صرفكم المسلمين عن طاعة اللَّه وعن الوصول إلى حرمه ، ومن شرككم باللَّه في بيته ، ومن إخراجكم لأهله منه أعظم وزرا عند اللَّه من القتال في الشهر الحرام .
فالمقصود من هذه الجملة الكريمة إدخال الطمأنينة على قلوب المؤمنين بسبب ما وقع من عبد اللَّه بن جحش ومن معه ، وتبكيت المشركين على جرائمهم التي أولها يتمثل في قوله تعالى - : * ( وصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه ) * أى : منع من يريد الإسلام من دخوله ، وابتدأ - سبحانه - ببيان صدهم عن سبيله للإشارة إلى أنهم يعاندون الحق في ذاته .
وثانيها قوله : * ( وكُفْرٌ بِه ) * أى : كفر باللَّه - تعالى - وهو معطوف على ما قبله .
وثالثها قوله : * ( والْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) * وهو معطوف على سبيل اللَّه أى : وصد عن سبيل اللَّه وعن المسجد الحرام بمنعهم المؤمنين من الحج والاعتمار .
ورابعها قوله : * ( وإِخْراجُ أَهْلِه مِنْه ) * أى : وإخراج النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأصحابه من مستقرهم حول المسجد الحرام بمكة وهم القائمون بحقوقه ، كل ذلك « أكبر » جرما ، وأعظم إثما « عند اللَّه » من القتال في الشهر الحرام .
قال الجمل : فقوله « أكبر » خبر عن الثلاثة أعنى : صد وكفر وإخراج وفيه حينئذ احتمالان :
أحدهما : أن يكون خبرا عن المجموع .
وثانيهما : أن يكون خبرا عنها باعتبار كل واحد كما تقول : زيد وبكر وعمرو أفضل من خالد أى : كل واحد منهم على انفراده أفضل من خالد ، وهذا هو الظاهر . والمفضل عليه محذوف أى : أكبر مما فعلته السرية » « 2 » .


( 1 ) تفسير الفخر الرازي ج 6 ص 32 . ( 2 ) تفسير الجمل ج 1 ص 173 .

473

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست