responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 255


< فهرس الموضوعات > 115 وللَّه المشرق والمغرب < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 116 وقالوا اتخذ اللَّه ولدا < / فهرس الموضوعات > يعيش دنياه في هوان وذلة ، ثم ينتقل إلى أخراه فيجد مصيره العذاب الأليم الذي لا يموت فيه ولا يحيا .
ثم أخذ القرآن في تسلية المسلمين الذين أخرجوا من مكة وفارقوا المسجد الحرام ، مبينا لهم أن الجهات كلها للَّه - تعالى - فقال :
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 115 ] ولِلَّه الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه إِنَّ اللَّه واسِعٌ عَلِيمٌ ( 115 ) المشرق والمغرب : مكان شروق الشمس وغروبها ، والمراد بهما هنا جميع جهات الأرض .
واللام في قوله : « وللَّه » تفيد معنى الملك .
والتولية : التوجه من جهة إلى أخرى . و ( ثم ) اسم إشارة للمكان .
والوجه : الجهة ، فوجه اللَّه الجهة التي ارتضاها وأمر بالتوجه إليها وهي القبلة .
والمعنى : أن جميع الأرض ملك للَّه وحده ، ففي أى مكان من المشرق والمغرب توليتم شطر القبلة التي أمركم اللَّه بها ورضيها لكم ، فهناك جهته - سبحانه - التي أمرتم بها ، والتي تبرأ ذممكم باستقبالها .
ومعنى هذا : الإذن بإقامة الصلاة في أى مكان من الأرض دون أن تختص بها المساجد ، ففي الحديث الشريف : « جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا » .
وكأن الآية تومي ، إلى أن سعى أولئك الظالمين في منع المساجد من ذكره - تعالى - وتخريبها ، لا يمنع من أداء العبادة للَّه - تعالى - : لأن له المشرق والمغرب وما بينهما ، فأينما حل الإنسان وتحرى القبلة المأمور بالتوجه إليها فهناك جهة اللَّه المطلوب منه استقبالها .
وذيلت الآية بقوله * ( إِنَّ اللَّه واسِعٌ عَلِيمٌ ) * لإفادة سعة ملكه أو سعة تيسيره على عباده في أمر الدين . أى : إن اللَّه يسع خلقه جميعا برحمته وتيسيره وجوده وهو عليم بأعمالهم لا يخفى عليه عمل عامل أينما كان وكيفما كان .
ثم حكى القرآن بعض الأقاويل الباطلة التي افتراها أصحاب القلوب المريضة فقال - - تعالى - :
[ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 116 الى 117 ] وقالُوا اتَّخَذَ اللَّه وَلَداً سُبْحانَه بَلْ لَه ما فِي السَّماواتِ والأَرْضِ كُلٌّ لَه قانِتُونَ ( 116 ) بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرْضِ وإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَه كُنْ فَيَكُونُ ( 117 )

255

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست