نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 17
< فهرس الموضوعات > 2 الحمد للَّه رب العالمين < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 3 الرحمن الرحيم < / فهرس الموضوعات > هذا وقد أجمع العلماء على أن البسملة جزء آية من سورة النمل في قوله - تعالى - إِنَّه مِنْ سُلَيْمانَ وإِنَّه بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . ثم اختلفوا بعد ذلك في كونها آية مستقلة أنزلت للفصل بين السور مرة واحدة ، أو هي آية من سورة الفاتحة ومن كل سورة إلخ . فبعضهم يرى أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة ، ومن حججهم أن السلف قد أثبتوها في المصحف مع الأمر بتجريد القرآن مما ليس منه ، ولذا لم يكتبوا « آمين » . فثبت بهذا أن البسملة جزء من الفاتحة ومن كل سورة . وبهذا الرأى قال ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وسعيد بن جبير والشافعى ، وأحمد في أحد قوليه . ويرى آخرون أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها من السور ، وقالوا : إنها آية فذة « 1 » . من القرآن أنزلت للفصل والتبرك للابتداء بها ، ومن حججهم أنها لو كانت آية من الفاتحة ومن كل سورة ، لما اختلف الناس في ذلك ، ولما اضطربت أقوالهم في كونها آية من كل سورة أو من الفاتحة فقط . وكما وقع الخلاف بين العلماء في كونها آية مستقلة أو آية من كل سورة ، فقد وقع الخلاف بينهم - أيضا - في وجوب قراءتها في الصلاة ، وفي الجهر بها أو الإسرار إذا قرئت . وتحقيق القول في ذلك مرجعه إلى كتب الفقه ، وإلى كتب التفسير التي عنيت بتفسير آيات الأحكام . * ( الْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ . الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * * ( الْحَمْدُ ) * هو الثناء باللسان على الجميل الصادر عن اختيار من نعمة أو غيرها . * ( رَبِّ الْعالَمِينَ ) * أى : مالكهم ، إذ الرب مصدر « ربه يربه » إذا تعاهده بالتربية حتى يبلغ به شيئا فشيئا درجة الكمال . وهو اسم من أسماء اللَّه - تعالى - ولا يطلق على غيره إلا مقيدا فيقال : رب الدار ، ورب الضيعة أى : صاحبها ومالكها . والعالمين : جمع عالم ، وهو كل موجود سوى اللَّه - تعالى - قال القرطبي : « وهو مأخوذ من العلم والعلامة لأنه يدل على موجده » وقيل : المراد بالعالمين أولو العلم من الإنس والجن والملائكة .
( 1 ) فذة : مفردة مستقلة .
17
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 17