responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 16


والموافق لمذهب السلف أن يقال : هي صفة قائمة بذاته - تعالى - لا نعرف حقيقتها ، وإنما نعرف أثرها الذي هو الإحسان .
وقد كثرت أقوال المفسرين في العلاقة بين هاتين الصفتين ، فبعضهم يرى أن * ( الرَّحْمنِ ) * هو المنعم على جميع الخلق . وأن * ( الرَّحِيمِ ) * هو المنعم على المؤمنين خاصة . ويرى آخرون أن * ( الرَّحْمنِ ) * هو المنعم بجلائل النعم ، وأن * ( الرَّحِيمِ ) * هو المنعم بدقائقها .
ويرى فريق ثالث أن الوصفين بمعنى واحد وأن الثاني منهما تأكيد للأول . والذي يراه المحققون من العلماء أن الصفتين ليستا بمعنى واحد ، بل روعي في كل منهما معنى لم يراع في الآخر ، فالرحمن بمعنى عظيم الرحمة ، لأن فعلان صيغة مبالغة في كثرة الشيء وعظمته ، ويلزم منه الدوام كغضبان وسكران . والرحيم بمعنى دائم الرحمة ، لأن صيغته فعيل تستعمل في الصفات الدائمة ككريم وظريف . فكأنه قيل : العظيم الرحمة الدائمة « 1 » .
أو أن * ( الرَّحْمنِ ) * صفة ذاتية هي مبدأ الرحمة والإحسان . و * ( الرَّحِيمِ ) * صفة فعل تدل على وصول الرحمة والإحسان وتعديهما إلى المنعم عليه .
ولعل مما يؤيد ذلك أن لفظ الرحمن لم يذكر في القرآن إلا مجرى عليه الصفات كما هو الشأن في أسماء الذات . قال - تعالى - : الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ والرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ، قُلِ ادْعُوا اللَّه أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ ، وهكذا . . .
أما لفظ الرحيم فقد كثر في القرآن استعماله وصفا فعليا ، وجاء في الغالب بأسلوب التعدية والتعلق بالمنعم عليه . قال - تعالى - إِنَّ اللَّه بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ - وكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ، إِنَّه كانَ بِكُمْ رَحِيماً إلخ .
قال بعض العلماء « وهذا الرأى في نظرنا هو أقوى الآراء ، فإن تخصيص أحد الوصفين بدقائق النعم أو ببعض المنعم عليهم لا دليل عليه ، كما أنه ليس مستساغا أن يقال في القرآن :
إن كلمة ذكرت بعد أخرى لمجرد تأكيد المعنى المستفاد منها » « 2 » .
والجار والمجرور « بسم » متعلق بمحذوف تقديره ابتدئ .
والمعنى : ابتدئ قراءتي متبركا ومتيمنا باسم اللَّه الذي هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، والذي رحمته وسعت كل شيء ، وأتبرأ مما كان يفعله المشركون والضالون ، من ابتدائهم قراءتهم وأفعالهم باسم اللات أو باسم العزى أو باسم غيرهما من الآلهة الباطلة .


( 1 ) تفسير سورة الفاتحة لفضيلة المرحوم الشيخ محمد الخضر حسين . مجلة لواء الإسلام العدد الأول من السنة الأولى ص 8 . ( 2 ) تفسير القرآن العظيم ص 24 لفضيلة المرحوم الشيخ محمود شلتوت .

16

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست